بالموجات فوق الصوتية.. طرق جديدة قد تساعد في علاج الزهايمر والسرطان
يمكن أن تحمل “الموجات فوق الصوتية” مفتاحا لمشكلة طالما واجهت مطوري الأدوية، والتي تتمثل في “توصيل العلاجات إلى أماكن يصعب الوصول إليها في جسم الإنسان” لعلاج أمراض مثل الزهايمر والسرطان، حسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال“.
وسيساعد نهج متطور يجمع الموجات فوق الصوتية مع فقاعات صغيرة من الغاز الخامل المحقون بمجرى الدم، في تمكين الأدوية من اختراق “الحاجز الدموي الدماغي” الذي يعد أحد أكثر الحدود صعوبة في جسم الإنسان.
ويقول أستاذ الأشعة ومدير فيزياء الموجات فوق الصوتية في جامعة توماس جيفرسون في فيلادلفيا، فليمنج فورسبيرج، “هناك مجموعة متنوعة للغاية من الأماكن التي يمكن أن يأخذنا إليها هذا النوع من توصيل الأدوية أو التعزيز باستخدام الموجات فوق الصوتية والفقاعات”.
وغالبا ما تكون فعالية الأدوية في علاج أمراض مثل السرطان والزهايمر وباركنسون محدودة بسبب صعوبة اختراق الأنسجة، سواء في الدماغ أو بأجزاء أخرى من جسم الإنسان، حسبما يوضح للصحيفة.
كيف يتم ذلك؟
يعتمد النهج الجديد على الموجات فوق الصوتية التي تسبب اهتزازات في فقاعات صغيرة يتم حقنها في مجرى الدم، مما يؤدي مؤقتا إلى خلق فجوات مجهرية ثبت أنها تسهل مرور الأدوية داخل جسم الإنسان.
ويتم الإجراء أثناء تناول جرعات الدواء أو بعد ذلك بفترة وجيزة، وعادة ما يتم حقن الفقاعات الدقيقة في الوريد بينما يتم توجيه الموجات فوق الصوتية على الموقع المستهدف لمدة خمس دقائق تقريبا.
وفيما يخص مرض السرطان، فيتم إعطاء الفقاعات الدقيقة والموجات فوق الصوتية بعد حوالي ساعة من بدء العلاج الكيميائي، بحيث يكون الدواء بتركيز عالٍ في الدم وقت الإجراء.
بينما تتدفق الفقاعات الدقيقة في مجرى الدم، فإن التمزق في الأنسجة يحدث فقط في جزء الجسم المعرض للموجات فوق الصوتية، ويكون التأثير “مؤقت”، ويستمر لمدة لا تقل عن ساعة، وتبقى الفقاعات الدقيقة في الدم لمدة خمس دقائق فقط.
ويقول الباحثون إن الحجم الصغير للفقاعات يعني أنها لا تشكل خطر التسبب في انسداد خطير في الأوعية الدموية.
وهناك تطبيق محتمل آخر لنهج الموجات فوق الصوتية الجديد في العلاج الجيني.
وفي الوقت الحالي تعتمد “العلاجات الجينية” على الفيروسات المعزولة لحمل وإدخال المادة الجينية في الخلايا المستهدفة.
لكن هناك عيوب بذلك النهج، فالفيروس يولد “استجابة مناعية”، لذلك فإن أي جرعة متكررة سوف يتم تدميرها بسرعة بواسطة دفاعات الجسم.
ويتمثل أحد القيود الأخرى للنواقل الفيروسية في أنها تستطيع فقط “حمل جينات بحجم معين”.
وتشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن “الموجات فوق الصوتية والفقاعات الدقيقة يمكن أن تمكن المواد الجينية من المرور إلى الخلايا المستهدفة بدون ناقل فيروسي”.
المصدر: الحرة