صحيفة السوداني: السُّعودية.. دولة جوار فوق العاده للسُّودان ..أميل مع الذّمام على ابن أمّي وأحْمل للصديق على الشّقيق
العلاقة بين المملكة العربية السُّعودية والسُّودان، علاقة تاريخية ضاربة منذ القِدم، حيث اتّسمت هذه العلاقة الثنائية بين البلدين بالتطوُّر والنمو في شتّى المجالات، وتربطهما علاقات تاريخية مُميّزة، تقوم على أساس التعاون والمصير المُشترك وتبادل المصالح واستقرار وأمن البلدين، واستثمار الإمكانات والمقدرات الكبيرة البشرية والمادية لهما.
وبما أن البلدين الشقيقين يفصل بينهما البحر الأحمر جغرافياً، ألا أنّه يربطهما تاريخياً، إذ أن أغلب حجاح أفريقيا كانوا يمرون بالسودان عابرين إلى المملكة العربية السعودية بغرض الحج والتجارة، لذلك نجد أنّ المملكة العربية السعودية حريصةٌ على أمن واستقرار السودان لثقتها بأنه يؤثر على مُحيطها الأفريقي والعربي، سيّما على أمن البحر الأحمر واستقراره.
وبما أن المملكة العربية السعودية ذات ثقل في المنطقة العربية والإقليميّة، بمواقفها المشهودة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ولها علاقات وثيقة مع الفريقين في السودان، كما أنّ لها حيِّزٌ كبيرٌ في الوجدان الوطني السوداني، مكّنها ذلك من أن تلعب دوراً محورياً في حرب السودان مختلفاً جوهرياً عن دور دول جوار السودان الأخرى، كما أن لدى المملكة علاقات ومشروعات اقتصادية ضخمة في السودان وترغب في أن تستثمر هذه الشراكة، ساعيةً في أمن واستقرار السودان ورفاهية شعبه، وقد كان (منبر جدة) شراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، أول تجمع يشهد مناقشة الحلول للنزاع الدائر في السُّودان.
وقد اختلفت مبادرة السعودية عن غيرها من المبادرات المطروحة في الساحة لحل النزاع الدائر في السودان، إذ أنها كانت المبادرة الأولى عالمياً، حيث أظهرت اهتماماً بالجانب الإنساني، واضعةً في اعتبارها إنسان السودان أولاً، بتقديمها المساعدات الإنسانية العينية المتمثلة في (الدواء والغذاء)، ولرفع المعاناة عن الشعب السوداني التي جعلته من أولوياتها خلاف دول الجوار الأخرى التي أظهرت اهتمامها بالجانب السياسي، فضلاً عن أنها كانت سبّاقة بتنفيذ كامل عمليات الإجلاء الإنسانية لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، والتي جاءت بتوجيهاتٍ ومتابعةٍ من ملكها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده، وسفيرها المحبوب للشعب السوداني علي بن حسن جعفر، والذي يعتبره السودانيون سفير الإنسانية الأول بما يقدمه من مساعدات إنسانية لكل أهل السودان دون منٍّ ولا أذى، حتّى إنّ ظروف الحرب لم تمنعه عن تقديم المساعدات بحفر آبار السقيا للمناطق العطشى، وتقديم الإعانات الإنسانية للأُسر المُتضرِّرة من الحرب في مراكز الإيواء والنازحين.
يُثمِّن الشعب السوداني، الجهود التي تبذلها المملكة العربية تجاهه في الحرب، حيث حُظيت تلك الجهود ونالت إعجاب الشعب السوداني، لما تضمنته تلك الجهود من حرص على وقف الحرب في السودان، سيما وقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية، حيث امتازت مبادرة المملكة العربية السعودية بالحصافة والاعتدال والتمرس، من منطلق مبادئ وثوابت ومعطيات جغرافية، تاريخية، دينية، اقتصادية، أمنية وسياسية، وضمن أطر رئيسيّة، أهمها حُسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، فقط بما يخدم المصالح المشتركه للبلدين، مُدافعةً بذلك عن القضايا الاستراتيجية وانتهاجها سياسة الإصلاح لا التفريق، وحُظيت تلك المبادرة بصدى واسع وسط الأوساط السودانية، وعول الكثيرون عليها أن تكون (الحل الأمثل) لحرب السودان دون غيرها، لتزداد فرص تأثيرها وتسهل إمكانية نجاح وساطتها.
أميل مع الذّمام على ابن أمّي وأحْمل للصديق على الشّقيق.. وإن ألفيتَني مَلكاً مُطاعاً فإنك واجدي عبدَ الصَّديق.. أفرّق بين معروفي ومَنّي وأجمع بين مالي والحُقوق.
صحيفة السوداني