وزير مصري سابق: البشير طلب 5 ملايين فلاح لكن سوابق نظامه مع المؤسسات المصرية منعت مناقشة الفكرة

كشف الدكتور مختار خطاب وزير قطاع الأعمال الأسبق، وجود تعقيدات كثيرة على طريق تطوير التعاون الاقتصادي بين مصر والسودان، رغم العلاقات التاريخية والمصيرية بين البلدين والشعبين.

وأضاف أنه من واقع المعايشة التي امتدت لسنوات مع جهات سودانية معنية بصناعة السكر، والعلاقات الممتدة حتى الان مع قيادات سودانية متنوعة ومن الحزب الاتحادى بصفة اخص ،الذي يؤمن بضرورة الوحدة بين مصر والسودان، فإن الأمر يحتاج ضبط طبيعة التزامات وحقوق كل طرف، واخذ عنصر الزمن في الاعتبار، فعلى سليل المثال تم تنفيذ مصنع الكنانة للسكر هناك فعليا في ٤ أمثال الزمن الذي نفذنا فيه مصنع النوبارية، وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وعدم التعلل بنقص الأموال، لأن أي مشروع مدروس يمكن تدبير تمويل له في النهاية، وعدم البدء من جديد دون البناء على ما تم، كل ذلك سيؤدى إلى طفرة تفيد اليلدين وتوطد علاقتهما.

وكشف مختار خطاب ،ولأول مرة، في تصريحات ل «المصرى اليوم»، كيف أنه كوزير، كان قد استقل طائرة الرئيس السابق البشير، الهليوكبتر، وتوجها معا في مايو ٢٠٠٢ لوضع حجر أساس، مصنع الكنانة للسكر ،الذي تدخل فيه مساهمة مصرية، عبر شركة السكر وبنك الاستثمار القومى، وفى الطائرة، إلتى لاحظ مختار أنها أوكرانية ومضى على صنعها نحو ٣٠ عاما، قال البشير خلال العبور فوق منطقة مشروع الجزيرة، أن السودان يريد أن تمده مصر ب ٥ ملايين مصرى ليقيموا ويزرعوا في تلك المنطقة، فرد مختار خطاب: نعم يا سيادة الرئيس، لكن ماذا لو طردتوهم بعد فترة قصيرة، بكل ما يعنيه ذلك من ارباك لمصر والعلاقة بين البلدين؟ فقال البشير أن العلاقة بين البلدين الشقيقين تحول بين ذلك فرد خطاب: تحول دون ذلك اذا وجدت مؤسسات قوية، وحضرتك تذكر ما فعلتموه مع مبانى وزارة الرى المصرية ومع شركة كهروميكا ومع فرع جامعة القاهرة بالخرطوم، فقال البشير اننى ،أي خطاب، اتكلم بلغة غريبة عن لغة الدبلوماسية، فرد خطاب صديقك من صدقك، وبعد صمت قصير، ضحك البشير، ومد إلى الوزير عصا من العاج موضحا انه اخرجها توا من الصندوق اليوم، راجيا أن اقبلها كهدية، لاننى جدع ومخلص، وأن ذلك أعجبه.

وأكد مختار أن هناك تنافر غير مفهوم بين شركة السكر في السودان وشركة السكر في مصر، رغم العمل المحترم الذي قامت به شركة السكر خلال تنفيذ عقدين لتطوير مصنعى سنار وعسلاية ورفع طاقتها بأكثر من ٥٠ %، واعتراف الخبير السودانى البارز حباني قبل توقيع العقدين بأن تقرير الشركة المصرية تفوق على تقريرى شركتين فرنسية والمانية بكل موضوعية.

وقال مختار خطاب إننا نتطلع إلى أن يتيقن السودانى اننا افضل له من الإنجليزى أو الأجنبى عموما، وأن احترامنا ومحبتنا للسودان وأهله وتقديرنا لقدرات علماء وخبراء السودان العظام، لا مزايدة عليه، مضيفا: لا زلت اتواصل مع قيادات سودانية مثل الدكتور جلال الدوقير وزير الصناعة السودانى الأسبق، والسمانى وسيلة، وزير النقل الأسبق، والذى يؤمن بأن وحدة مصر والسودان عمل مقدس، وغيرهما.

وفى سنوات سابقة كنت قد اتفقت مع الوزير السمانى وأطراف سودانية على خطة لحل معضلة السكة الحديد بيننا حيث عرض الخط في السودان ١١٠، بتدبير الانجليز، بينما هو في مصر ١٤٠، واتفقنا على تصميم شبكة نقل تكاملى بين البرى والنهرى لتجاوز المناطق الصعبة للملاحة في النيل، لكن الخطة لم يتم تنفيذها ، وحاليا فان الدولة في مصر تسعى بقوة وبصبر من اجل تحقيق هذا الحلم المشترك.

المصدر: المصري اليوم


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.