زيارة «البرهان» لمصر

زيارة «البرهان» لمصر

الكاتب: أسامة سرايا
مثلت زيارة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادى السودانى، إلى مدينة العلمين، ولقاؤه الرئيس عبدالفتاح السيسى- علامة، أو انعطافا مهما فى مسار الحرب الدائرة هناك، وهو أننا أمام حالة انفراجة لأسوأ أزمة عربية مفزعة بالنسبة لى، ولكل العرب، والأفارقة، فقد تابعت الأزمات العربية، ولكن أمام أزمة السودان أشعر بالخوف الشديد، لأنها ليست أزمة، أو حربا فقط، بل أكثر من ذلك.. إنها الانفجار بعينه، بل كارثة إنسانية مفزعة، فهذا البلد العربى- الإفريقى لايزال يعانى أصلا ويلات حروب أهلية عبر عقود من الزمن، وانفصال جنوبه عن شماله، ولم تلتئم جروحه بعد، وجاءت الحرب الأخيرة منذ ٥ أشهر وكأنها ٥ قرون، حيث أفرزت تقطع أوصال البلد، وفر الملايين من أهله خوفا ورعبا، وانهارت، ليس الخدمات فقط، بل أسس الحياة كلها، أمام الإنسان، ليس الفقير فقط الذى يعانى، بل ملايين السودانيين .

لقد ارتبطت زيارة «البرهان» الأولى خارج بلاده، وسط المعارك الحادة، لمصر، باهتمامه بالتحركات المصرية الأخيرة، والحكيمة، خاصة بعد قمة دول جوار السودان التى دعت إليها القاهرة بجسارة، ووضوح، والتنسيق المصرى- الأمريكى الأخير فى ملف السودان، كما عكست الزيارة الثقة التى توليها القيادات السودانية، والشعب السودانى كله، للدور المصرى الحثيث لإنقاذ السودان من ورطة الحرب، وانتقلت بنا هذه الثقة لأن يكون للقاهرة دور فاعل فى تقريب وجهات النظر بين طرفى الحرب، من خلال استثمار المصداقية التى تتمتع بها مصر منذ تفجرت أزمة السودان، وقبلها، وحتى الآن، وذلك عبر بدء حوار بين المجموعات السياسية السودانية.

إننى أشعر بأن خروج البرهان من السودان بعد هذه الأشهر المريرة، وإطلاله على العالم من مصر، ثم تليها زيارات لاحقة إلى السعودية، والإمارات، وقطر، والكويت، وتشاد، وربما تركيا – أنه يحشد المنطقة لحل عملى، وسياسى لأزمة بلاده، فالرجل ينفتح على الجميع، وأراه قادرا بعد هذه الأشهر الصعبة على وقف هذه الحرب من خلال معرفة كل الأطراف أن مستقبلهم واحد، وأن المركب الذى يقلهم جميعا هو السودان، ويجب ألا يغرق، ويستمر لمصلحة الجميع.

المصدر : العربية نت


انضم لقناة الواتسب

انضم لقروب الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.