لأول مرة منذ اندلاع الحرب في السودان قبل 5 أشهر، بين الجيش وقوات الدعم السريع، شهدت مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر مساء أمس اشتباكات بين الجيش وعناصر مسلحة من حزب مؤتمر البجا القومي الذي يقوده “شيبة ضرار”.
فما الذي حصل؟
بدأ الاشتباك في شارع “دين مدينة” في بورتسودان، بين قوات ضرار والجيش، إثر قيام مسلحين من حزبه بتفتيش عربات مرت من هذا الشارع، حسب ما أكد شهود عيان للعربية/الحدث.
فيما أوضح ضرار أن عناصره أوقفوا العربات لأنها لم تكن تملك أوراقا ومستندات قانونية، مؤكدا أن معظم تلك العربات التي تفتش عادة تعود لمسؤولين، وفق تعبيره.
سكر وأدوية بلا أوراق
كما أشار رئيس أحزاب تحالف شرق السودان، في مقابلة مع قناة الحدث فجر اليوم الثلاثاء، إلى أن هذه السيارات كانت تنقل أشوالا من السكر، وأدوية وعلاجات، فيما أهل المدينة وسكانها محرومون منها.
ولفت إلى أن حزبه وجد أن قوات الدعم السريع توزع السكر، وتأتيها المؤونة والمواد الإغاثية وغيرها من كل حدب وصوب، فما كان أمامه إلا اتخاذ قرار تفتيش السيارات وطلب أوراقها، للتأكد من أنها لا تحمل مواد مهربة إلى قوات “الدعم” التي يرأسها محمد حمدان دقو الملقب بحميدتي.
وأضاف أن هذا السبب الذي دفع عناصره إلى توقيف السيارات التي لا تحمل أوراقاً رسمية وقانونية، ملمحاً إلى وجود “خونة” تهرب المواد إلى الدعم السريع، فيما أهالي الولاية محرومون.
إلى ذلك، أشار إلى أنه بعد توقيف السيارات هذه، فوجئت قواته بهجوم من قبل الجيش عبر خمسين سيارة “لاند كروزر”.
الحياة كانت طبيعية إلى حد ما سابقا في بورتسودان
ما دفع قواته إلى صد هذا الهجوم، وفق قوله.
“لا اعتراف بهؤلاء”!
كذلك، شدد على دعمه للجيش والقوات المسلحة النظامية الموجودة في الخرطوم، أما “بعض القوات المتواجدة في المكاتب المغلقة بولاية البحر الأحمر فلا اعتراف بها”، حسب تعبيره.
إلا أنه رأى أن هناك طابورا خامسا في المدينة يتواطأ مع قوات الدعم السريع، ويهرب لهم المواد الغذائية وغيرها.
مطار وحيد
وتضمّ بورتسودان المطار الوحيد الذي لا يزال يعمل في البلاد، كما تؤوي مسؤولين حكوميين وأمميين غادروا العاصمة الخرطوم هرباً من المعارك التي تفجرت في 15 أبريل الماضي بين الجيش والدعم السريع.
كما بقيت تلك المدينة بمنأى عن العنف إلى أن اندلعت الاشتباكات فيها ليل أمس الاثنين.
يذكر أنه في الأسابيع الثلاثة الأخيرة شكّلت بورتسودان قاعدة لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان الذي بقي حتى أواخر أغسطس متحصّناً في مقر القيادة العامة بالخرطوم، والذي يحاصره مقاتلو قوات الدعم السريع.
ومذّاك أجرى البرهان ستّ رحلات خارجية انطلاقاً من تلك المدينة، في خطوة اعتبر محلّلون أنها تنطوي على مساع دبلوماسية لتعزيز موقعه في حال أجريت مفاوضات لوضع حدّ للنزاع، وفق فرانس برس.
العربية نت