عدت الأمم المتحدة النازحين جراء الصراع في السودان الأكبر على مستوى العالم، وحذرت من أن استمرار القتال سيؤدي لمزيد من الكوارث والمعاناة للسودانيين والعاملين في المجال الإنساني، فيما كشفت تقاريرعن ارتفاع أعداد الفتيات اللاتي تعرضن للاغتصاب والعنف الجنسي، بجانب تفشي حمي الضنك والملاريا، في حين دفع رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، وأعضاء سابقين بمجلس السيادة ووزراء، بمذكرة للأمين العام للأمم المتحدة، ضد دعوة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، للمشاركة في الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن استمرار القتال سيؤدي إلى مزيد من الكوارث والمعاناة للسودانيين والعاملين في المجال الإنساني على حد سواء.
وقالت نائبة رئيس البعثة الأممية في السودان كيلمنتين سلامي إن القتال بين الجيش والدعم السريع فاقم من تردي الأوضاع الإنسانية في كل المجالات.
وأوضحت أن عدد النازحين في السودان أصبح الأكبر على مستوى العالم وسط ظروف في غاية السوء، وطالبت طرفي النزاع بالوقف الفوري وطويل الأمد للأعمال العدائية والسماح بإيصال المساعدات الانسانية للمتضررين في أرجاء البلاد.
وكشفت أن نسبة الاستجابة لنداءات المنظمة الدولية لمواجهة الأوضاع بالسودان بلغت ستة وعشرين في المئة فقط من مجمل أكثر من ملياري دولار.
136 حالة اغتصاب
وكشفت مسؤولة حكومية، عن ارتفاع في أعداد الفتيات اللاتي تعرضن للاغتصاب والعنف الجنسي منذ بدء القتال إلى نحو 136 حالة.
وقالت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة سليمي إسحق إن «جرائم الاغتصاب منذ بداية الحرب ارتفعت إلى 136 حالة 68 منها سجلت بولاية الخرطوم بينما توزعت بقية الحالات في ولايات جنوب وغرب دارفور». وأوضحت أن جميع الحالات الجديدة وفقاً للناجيات ارتكبت بواسطة عناصر من الدعم السريع عدا حالتين ارتكبت بواسطة مجموعات النهب المسلح.
مذكرة حمدوك
على صعيد آخر، دفع رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، واثنين من أعضاء مجلس السيادة السابقين ووزراء، بمذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ضد دعوة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، للمشاركة في الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت المذكرة الموقعة في 23 الجاري إنه في 25 أكتوبر2021م، قام المكون العسكري،، باقالة الحكومة المدنية الانتقالية، ما أدى لحدوث انهيار دستوري كلي، وقد ترتب على ذلك وجود حكومة أمر واقع انهارت هي الأخرى باندلاع حرب15 إبريل، والتي كانت نتيجة مباشرة لإقالة الحكومة المدنية.
وأضافت لقد عبرت المؤسسات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الاتحاد الإفريقي، ومجلس الأمن الدولي، والاتحاد الأوروبي، عن رفضها تقوّيض الحكومة الانتقالية ووقف عملية التحول الديمقراطي، وذلك باتخاذ قرارات تدين تلك الاجراءات وتطالب بإعادة السلطة إلى المدنيين.
وقال الموقعون إن دعوة البرهان لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ممثلاً للسودان تتناقض مع المواقف المعلنة المشار إليها، كما أنها تسهم في إطالة أمد الحرب في السودان.
وأشارت المذكرة إلى أن ثورة ديسمبر 2018 حسمت موقف الشعب السوداني من الانقلابات العسكرية والأنظمة الشمولية بإقرار الشرعية المدنية الكاملة للحكم.
تفشي حمى الضنك والملاريا
وتبادل الجيش والدعم السريع أمس القصف المدفعي في محيط القيادة العامة وشرق النيل بالخرطوم بحري، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في وسط أم درمان. وأفاد شهود بأن الدعم السريع شن ضربات بالمدفعية من شرق وجنوب الخرطوم باتجاه القيادة العامة التي تشهد معارك مستمرة لليوم العاشر.
ونفذ الجيش ضربات مدفعية أمس على عدد من الأحياء بشرق النيل.
وقصفت مسيرات الجيش أهدافاً للدعم جوار أرض المعسكرات.
وقال سكان إن قصفاً مدفعياً مكثفاً من منطقة وادي سيدنا استهدف مناطق يسيطرعليها الدعم غرب ووسط أم درمان وشمال بحري.
في الأثناء،أعلنت نقابة الأطباء أن حمى الضنك حصدت العشرات من المواطنين بولاية القضارف وأدت لوفاة «80» شخصاً وإصابة المئات في ظل تردي الأوضاع الصحية.
وأفادت وسائل إعلام محلية،بتفشي وباء الملاريا في الفاشر بولاية شمال دارفور، وسط نقص كبير في الأدوية.
الخرطوم: عماد حسن، ووكالات
الخليج