الجيش السوداني يقصف مناطق الدعم السريع.. والرد بالمسيرات
نفّذ الجيش السوداني، اليوم الجمعة، قصفا مدفعيا مكثّفا على المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع في مدن العاصمة الخرطوم الثلاث، فيما ردت قوات الدعم بضربات مدفعية على مقر قيادة الجيش شرق العاصمة وضربات بالطائرات المسيرة على تمركزات الجيش بمنطقة كرري شمال مدينة أم درمان.
ضربات مدفعية مكثفة
وأفاد سكان تحدثوا إلى وكالة أنباء العالم العربي (AWP) بأن الجيش السوداني نفّذ ضربات مدفعية مكثفة في الساعات الأولى من صباح اليوم على أحياء جنوب وشرق العاصمة الخرطوم التي تنتشر فيها قوات الدعم السريع بشكل كبير.
قطع طرق الإمداد
وتسيطر قوات الدعم على الجزء الأكبر من ولاية الخرطوم، بينما يسعى الجيش إلى قطع طرق الإمداد عبر الجسور التي تربط مناطق أم درمان وبحري والخرطوم، التي تشكل العاصمة الأوسع نطاقاً على جانبي نهر النيل.
أيضا، شن الجيش قصفاً مدفعياً على أحياء وسط وجنوب أم درمان.
وكانت أحياء العمدة وود نوباوي والشرفية والقماير والمسالمة وحي العرب، الواقعة في وسط مدينة أم درمان، شهدت الليلة الماضية اشتباكات عنيفة على الأرض استمرت حتى فجر اليوم.
هجمات بالمسيرات
وأبلغ شهود عيان وكالة أنباء العالم العربي بأن الطائرات المسيرة التابعة لقوات الدعم السريع شنت ضربات على مواقع وتمركزات الجيش في محلية كرري شمال مدينة أم درمان.
وكانت منطقة الجرافة في كرري القريبة من منطقة وادي سيدنا العسكرية التي ينطلق منها طيران الجيش السوداني تعرضت يوم أمس إلى ضربات مدفعية أسفرت عن مقتل 10 أشخاص ووقوع عدد من الجرحى.
فيما اتهم الجيش قوات الدعم السريع بقصف المنطقة عشوائيا من مدينة بحري “مما أدى إلى مقتل 10 مواطنين، بينهم أسرة تتكون من أم وطفلين”، فضلا عن عدد من الجرحى.
اشتباكات وعطش
وفي أحياء غرب الحارات، المتاخمة لمحلية أمبدة شمال مدينة أم درمان التي تدور فيها اشتباكات يومية بين الجيش وقوات الدعم السريع، يشكو السكان من انقطاع المياه لأوقات طويلة.
وقال صالح علي، وهو أحد سكان المنطقة، لوكالة أنباء العالم العربي إن المياه منقطعة عن المنطقة منذ أكثر من شهر، فضلا عن إغلاق معظم المحال التجارية في الأحياء بسبب الاشتباكات وعمليات السلب والنهب تنفذها قوات ترتدي زيا عسكريا.
وأضاف “العمال في هيئة المياه لم يستطيعوا معالجة الأعطال بسبب استمرار الاشتباكات بشكل يومي وانتشار القناصة على أسطح المنازل… في الأيام الأولى، كانت تصلنا المياه عن طريق براميل على عربات تجرّها الحمير بخمسة آلاف جنيه (حوالي 7.87 دولار أميركي) للبرميل الواحد وهذه أيضا توقفت لأسباب أمنية”.
كما شكا صالح أيضا من انتشار القوات الأمن التابعة لطرفي الصراع وسط الأحياء ووقوع أعمال سلب ونهب، الأمر الذي أدى إلى إغلاق أصحاب المتاجر والمخابز محالهم والفرار من المنطقة.
ظروف معيشية صعبة
ويعاني المدنيون في السودان ظروفا معيشية صعبة، حيث تحوّلت معظم الأحياء السكنية بالخرطوم وأنحاء أخرى من البلاد إلى ساحات للمعارك العسكرية، مع انقطاع الكهرباء والمياه وخدمات الاتصالات والإنترنت لساعات طويلة وخروج العديد من المستشفيات عن الخدمة.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل نيسان الماضي، بعد أسابيع من التوتر بين الجانبين، بينما كانت الأطراف المدنية والعسكرية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
العربية نت