صادر جهاز الأمن والمخابرات السوداني، صباح الأربعاء، نسخ صحيفتي “الصيحة” و”التغيير” من المطابع بدون إبداء أسباب، لكن صحفيون بالصحيفتين رجحوا أن يكون السبب مواد رأي بشأن انقلاب تركيا الفاشل، بينما قررت إدارة صحيفة (التغيير) تعليق صدورها احتجاجا على المصادرة المتكررة.
صحفيون يرفعون شعارات تضامنية مع (الصيحة) امام مجلس الصحافة – إرشيف
وبعد أن رفع جهاز الأمن الرقابة القبلية على الصحف، عمد إلى معاقبتها بأثر رجعي عبر مصادرة المطبوع من أي صحيفة تتخطى “المحظورات”، وهو الأمر الذي تترتب عليه خسائر مادية ومعنوية على الصحف.
وابلغ رئيس تحرير صحيفة الصيحة النور أحمد النور (سودان تربيون) أن السلطات الأمنية داهمت المطبعة واوقفت طباعة الصحيفة كما قامت بمصادرة المطبوع منها البالغ (14,500) نسخة.
وأضاف “تمت مصادرة الصحيفة من المطبعة ولم يبلغوننا بالسبب .. الخسائرالمادية المتوقعة 30 ألف جنيه” .
وأفاد النور أن الصحيفة لم ترتكب اي خطأ يدفع بمصادرتها، مؤكداً أن جميع المواد التحريرية التي قدمتها الصحيفة خلال الايام الماضية ليس فيها ما تعتبره السلطات الأمنية خطوطاً حمراء.
وتابع “حتى الآن لا نستطيع ان نفترض سبب ولا ندري ما هو.. ما قدمناه عمل مهني ليس فيه تجاوز للقانون ولا للخطوط الحمراء المعروفة”.
من جهتها قالت رئيس تحرير صحيفة (التغيير) سمية سيد، لـ (سودان تربيون) إن الأسباب مرتبطة بمقال سطره الكاتب حيدر المكاشفي، تحدث فيه عن مقارنات بين الديمقراطية في تركيا والسودان.
وهذه المرة الثانية التي تصادر فيها صحيفة (التغيير) خلال اسبوع واحد. ابعد مصادرتها الأربعاء الماضي لأسباب يرجح أن تكون راجعة لمقال خطه ذات الكاتب الصحفي حيدر المكاشفي.
وأكدت سمية سيد، أن الطريقة التي عالج بها المكاشفي مقاله كانت مهنية وليست فيها تجاوز للقانون ولا الخطوط الحمراء.
وأضافت “لكن دائما التقديرات الأمنية تختلف عن الصحفية المهنية”.
وأشارت الى أن مصادرة الصحيفة مرتان خلال اسبوع واحد بسبب مقالات كاتب، أثرت نفسياً على الصحفي حيدر المكاشفي.
واردفت ” الكاتب أصبح يرى نفسه انه تسبب في مصادرة الصحيفة مرتان في اسبوع واحد وبات يتحدث عن عدد من الخيارات من بينها ترك الكتابة بالصحيفة”.
وفي وقت لاحق من يوم الأربعاء، قرر مجلس إدارة صحيفة (التغيير) التوقف عن الصدور، احتجاجا على المصادرة المتكررة من جهاز الأمن لنسخ الصحيفة المطبوعة.
وقال رئيس مجلس الإدارة حافظ حميدة ، في بيان صحفي، إنهم ظلوا يتابعون بكل أسف المضايقات الأخيرة التي ظلت تتعرض لها التغيير وتوالى عمليات مصادرتها من المطبعة بعد اكتمال طباعتها.
وأضاف “الأمر الذي جعل المجلس يشعر بأن هناك مخطط مدبر وغير مبرر يستهدف الصحيفة بإعاقة استمرار صدورها اليومي، ولم يجد المجلس ما يسوغ تلك المصادرات التي لحقت بالصحيفة دون غيرها”.
وتابع البيان” لهذا رأى المجلس إنه من المتعذر مواصلة الصحيفة للصدور في مثل هذه الأجواء الغائمة والملتبسة وقرر تعليق صدورها”.
إلى ذلك قالت شبكة الصحفيين السودانيين إن إدارة الإعلام بجهاز الأمن استدعت الثلاثاء الصحفي حسن فاروق، وهو معد ومقدم برنامج “زمن إضافي” بإذاعة “هلا 96 إف إم”.
وأكدت الشبكة أن سبب استدعاء فاروق أنه تناول في حلقاته موضوع انتخابات اتحاد كرة القدم السوداني حيث تطرق الى تدخل الحكومة في انتخابات الاتحاد.
وظل فاروق بمكاتب الأمن من الساعة 9 صباحا وحتى الرابعة مساءا للتحقيق معه حول برنامجه الإذاعي.
سودان تربيون