الصمغ العربي أفلت من العقوبات طيلة 20 عاما فأهلكته حرب الخرطوم
الصمغ العربي أفلت من العقوبات طيلة 20 عاما فأهلكته حرب الخرطوم
يمتد حزام هذه المادة الأساسية التي تدخل في صناعة المشروبات الغازية وأنواع من العقاقير الطبية والحلويات لمسافة 500 ألف كيلومتر على طول حدود السودان
حرب الخرطوم تعطل إنتاج الصمغ العربي وتعرقل تصديره
أثرت الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” التي دخلت شهرها الثامن، بشكل كبير في قطاع الصمغ العربي وعطلت تصديره إلى الخارج، فضلاً عن توقف الصناعات التي تعتمد على مواده الخام وتعرض المنتجين لخسائر فادحة نتيجة عمليات السلب والنهب للمحال التجارية.
وتتزايد المخاوف من فشل الموسم الجديد بخاصة مع تمدد رقعة الاقتتال وانتقال المعارك إلى الولايات الأكثر إنتاجاً في البلاد مثل كردفان ودارفور، علاوة على أزمة التمويل المالي من قبل البنوك أو الشركات في الوقت الحالي.
خسائر وأضرار
التاجر في سوق مدينة النهود في ولاية غرب كردفان، دفع الله السيد، أشار إلى توقف عمل ثاني أكبر بورصة للصمغ العربي في السودان، مع تراجع كبير في أسعار البيع والشراء نسبة لارتباطها بأسواق العاصمة الخرطوم وبورصة إقليم شمال كردفان، إلى جانب عدم قدرة المنتجين على التحرك بسبب عصابات النهب التي تنتشر في الطرق الرئيسة”.
وأضاف السيد أن “المنتجين يؤمنون دخلاً وفيراً يقدر بالملايين، ويعتمد كثير منهم على الصمغ العربي في توفير حاجات أسرهم ومعاشهم اليومي، لكنهم دفعوا فاتورة باهظة الثمن بسبب الحرب وتعرضوا لخسائر فادحة”.
وتابع المتحدث “لم تتمكن الغالبية من الوصول إلى مواقع الإنتاج لإنجاز المرحلة النهائية من الحصاد وإزالة الصمغ المتبقي، لأن عدم إكمال عملية حصده تضر بأشجار الهشاب وتضعف إنتاجه في الموسم المقبل”.
أزمة إنتاج وتصدير
وفي السياق ذاته، يرى مدير عام شركة الصمغ العربي في السودان عوض الله إبراهيم آدم، أن “الحرب أثرت بشكل كبير في القطاع لأنها اندلعت في منتصف الموسم، ومعظم المنتجين والتجار لم يتمكنوا من حصاد المحصول وترحيله من مناطق الإنتاج، فضلاً عن تعرض المخازن للتدمير والنهب والسلب”.
وأضاف أن “المنتجين والتجار تحصلوا على أموالهم من طريق التمويل سواء كان عبر البنوك أوالشركات، وفي المستقبل سيواجه كثيرون أزمات عدة من بينها المديونيات الضخمة”.
وبشأن مصير الموسم الجديد، أشار آدم إلى أن “تأثير القتال في الرقعة سيكون مضاعفاً خصوصاً أن ولايتي دارفور وكردفان ستخرجان من دائرة الإنتاج، وفي ظل تصاعد وتيرة المعارك لن يغامر المنتجون بالعمل في الظروف الحالية، علاوة على أزمة التمويل المالي، بالتالي تشير التوقعات إلى خروج 80 في المئة من قطاع الصمغ من دائرة الإنتاج بسبب تأثر الولايات التي تعتمد عليها البلاد للتصدير، بالصراع المسلح”.
ولفت مدير عام شركة الصمغ العربي إلى أن “الحرب أثرت حتى في الأسواق وأسهمت في ارتفاع أسعاره، إذ وصل سعر القنطار إلى 125 ألف جنيه سوداني (120 دولاراً أميركياً)، وبلغ ثمن قنطار الخام 90 ألف جنيه سوداني (87 دولاراً)”.
وحول تأثير الصراع المسلح في التصدير إلى الخارج، قال آدم إن “تقارير الجمارك السودانية أشارت إلى أقل الصادرات من محصولات البلاد، وكان لصالح الصمغ العربي الذي لم يتعد تصديره خمسة آلاف قنطار طوال الأشهر الستة الماضية، فضلاً عن غياب المؤسسات التي تمنح أذونات التصدير للتجار”.
فوائد قليلة
من جانبه أوضح الخبير الاقتصادي محمد الناير أن “حزام الصمغ العربي في البلاد يمتد من أقصى الغرب إلى الشرق بطول حدود السودان، ويعمل في هذا القطاع ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص، ويتمركز المنتج في كردفان وتحديداً في غرب الإقليم الذي لم يتأثر بالحرب كثيراً، إلا من بعض المناوشات في مدينة الفولة وحقول بليلة للبترول، لكن الوضع استقر بشكل تام بعد ذلك”.
وبين الناير أن “السودان لم يجن الفائدة القصوى من الصمغ العربي حتى في حالات السلم، باعتبار أن صادراته في أفضل أحوالها لم تصل إلا لحوالى 150 مليون دولار، وهو مبلغ زهيد قياساً بما هو متوقع من هذا المنتج الذي يعد من الثروات المهدرة نتيجة تهريبه إلى دول الجوار، بالتالي تفقد البلاد منتجاً مهماً على مستوى العالم بسب التهريب وعدم تصنيعه داخلياً وإدخاله في صناعات عدة، ما يسهم في مضاعفة العائد ليتجاوز حاجز المليار دولار في حال توظيف الإمكانات المتاحة بصورة جيدة، من خلال الحد من عمليات التهريب وتصدير الصمغ العربي بعد تصنيعه بدلاً من تصديره خاماً”.
ونوه الخبير الاقتصادي إلى أن “القطاع يحتاج إلى نظرة اقتصادية كاملة من أجل الاستفادة من هذا المنتج المهم نظراً للطلب الكبير عليه من مختلف دول العالم”.
الصمغ العربي والاقتصاد
ينتج السودان 80 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي من الصمغ العربي، ويعمل في هذا القطاع أكثر من خمسة ملايين نسمة في 13 ولاية مختلفة، ويحتل حزامه في البلاد مساحة تبلغ 500 ألف كيلومتر.
وقاوم حزام الصمغ كل التحديات في السابق من الحظر الدولي، إذ أعفته الولايات المتحدة الأميركية من العقوبات التي فرضت على السودان لنحو 20 عاماً إبان فترة حكم الرئيس عمر البشير، وسمحت بتصديره بتسهيلات كبيرة لأنه مادة أساسية لصناعة المشروبات الغازية، ويدخل في تركيب أنواع عدة من العقاقير الطبية، علاوة على صناعة الحلويات.
جريدة اندبندنت
ههه سبحان الله امال دكتورنا الشال ٣٥٠ مليون دولار عشان يفك الحظر مشي يفك ايه وليه ماهو مامحظور ماكان يشتغل علي دا ولا غشوه الخواجات ولا ياربي فيها عمولة ؟؟