اغتصب مسلحون من قوات الدعم السريع سودانيات في سن المراهقة خلال هجمات على مدن في دارفور

تعرضت نساء من قبيلة المساليت السودانية إلى اعتداءات جنسية متكررة واغتصاب تحت تهديد السلاح، كان يدوم لعدة ساعات أو أيام متتالية، وفي بعض الأحيان أمام أفراد من أسرهم، من عناصر مسلحة منذ بدء النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

استهدفت قوات الدعم السريع وحلفائها مناطق يقطنها غالبية المساليت، وهي قبيلة من أصل أفريقي داكنة البشرة، كانت تشكل معظم سكان الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، قبل أن يهجروا منها، التي قامت بها مذابح من أواخر نيسان/ أبريل إلى منتصف حزيران/ يونيو.

ولجأ أغلب من تمكنوا من الفرار إلى قرى في تشاد قريبة من الحدود السودانية، وقامت وكالة رويترز بأجراء مقابلات مع عدد من النساء، الذين تم الاعتداء عليهم جنسيا، ووصفن أبشع الأمور التي حدثت لهن.

وبحسب تقرير رويترز معظمهن في سن المراهقة، البعض تم اغتصابهن أمام ذويهم، أو في منازل مهجور، وفي حاويات قمامة، وكان في الغالب الاغتصاب جماعي من عناصر الدعم السريع وحلفاءه، كما تم اختطاف ناشطة في مجال حقوق المرأة عمرها 28 عاما واغتصبوها على مدى عدة ساعات.

ووصف الناجون من المذابح التي حدثت في الجنينة، كيف ذُبح مدنيون في منازلهم وفي الشوارع وفي وادي النهر حيث اصطادهم القناصة، وقضوا عليهم بأسلحة آلية وقطعوهم بالسيوف وأحرقوا أناسا أحياء في منازلهم.

وفي أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر، شنت قوات الدعم السريع ومقاتلو الميليشيات العربية موجة أخرى من الهجمات العرقية في المدينة، تم قتل وحرق الكثير وكانت الجثث تملأ الشوارع، كما أشارت بعض الناجيات إلى تلقي السباب من المعتدين عليهن بسبب أصولهن غير عربية.

وقالت جميع النساء الإحدى عشرة اللائي أجريت المقابلات معهن من أجل هذا التقرير إن الرجال الذين اعتدوا عليهن كانوا يرتدون الزي العسكري لقوات الدعم السريع أو العباءات والعمائم التي يرتديها عادة رجال الميليشيات العربية.

وأجريت مقابلات مع النساء في مدينة أدري التشادية بالقرب من الحدود السودانية ما بين شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس، حيث تحدثن جميعهن شريطة عدم الكشف عن هوياتهن خوفا من الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالاغتصاب أو الخوف من الانتقام.

ويعتقد بعضهن أن السبب في استهدافهن هو عملهن في الدفاع عن حقوق سكان دارفور. وقالت ثلاث نساء لرويترز إنهن ناشطات في مجال حقوق الإنسان بينما ذكرت رابعة أنها متزوجة من أحد المدافعين عن النازحين.

وقالت امرأة أخرى اسمها حنان إدريس (22 عاما) إنها وأختها نجتا بأعجوبة من الاغتصاب في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر، لأنهن اختلقتا قصصا للإفلات، إذ قالت حنان إنها كانت في دورتها الشهرية بينما قالت أختها لرجال الميليشيا إنها مصابة بفيروس الإيدز.

وأضافت حنان “لقد أرادوا اغتصابنا”، ونجحت قصتهما في إبعاد الرجال لكن المهاجمين انهالوا عليهما بالضرب ونهبوا منزلهما قبل أن يغادروا، حسبما قالت حنان.

ونفى الأمير مسار أصيل، الزعيم القبلي العربي في الجنينة اتهامات الاغتصاب ووصفها بأنها “أكاذيب فارغة”.

وأصيل هو زعيم قبيلة الرزيقات، إحدى أكبر القبائل العربية في غرب دارفور والتي ينحدر منها العديد من قادة قوات الدعم السريع.

وقال أصيل في مقابلة عبر الهاتف إن التقاليد القبلية العربية تحرم الاعتداء الجنسي وتمنع العرب من الزواج من المساليت، وبالتالي لا يمكن أن يرتكب أبناء قبيلته جرائم الاغتصاب الجماعي، وأضاف أصيل “إذا كنت لا أقبل الزواج من امرأة من المساليت، فلماذا أذهب وآخذها بالقوة؟”

مونت كارلو


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.