مواجهات متقطعة بين الجيش والدعم في الخرطوم وأم درمان

تواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وبشكل متقطع في العاصمة الخرطوم، ورصد مراسلنا صباحاً غاراتٍ جوية من مقاتلةٍ حربية تتبع للجيش السوداني؛ استهدفت مواقع للدعم السريع بأحياء جنوب شرقي العاصمة؛ فيما كانت تحاول مضادات الدعم السريع التصدي للطائرة الغائرة.

كما وساد هدوء حذر في معظم ساعات النهار، بينما تصاعدت أعمدة دخان كثيفة عصر الجمعة ؛ من منطقة مركز العاصمة وسط الخرطوم ومن محيط سلاح المدرعات جنوباً ومن مناطق جنوب الحزام؛ نتيجة تجدد القصف المدفعي المتبادل بين الطرفين.

أما مدينة أم درمان غرب الخرطوم؛ أكد مراسلنا بسقوط قذائف مدفعية على منازل مواطنين بمنطقة الفتيحاب المتاخمة لسلاح المهندسين التابع للجيش جنوب المدينة.

وفي محلية كرري شمال أم درمان؛ أطلقت قوات الجيش السوداني المتمركزة بقاعدة كرري العسكرية، عدداً من قذائف المدفعية الثقيلة باتجاه تمركزات الدعم السريع في أحياء المدينة القديمة؛ وشكا مواطنو هذه الأحياء من استمرار معاناتهم نتيجة انقطاع الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ودواء وشبكات اتصال والتي استمرت لأشهر، في بعض مناطق العاصمة مع تذبذبها في مناطق أخرى.

وفي السياق، قال مصعب صباحي، عضو منظمة (محامو الطوارئ السودانية)، إن المنظمة رصدت عددا كبيرا من جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم أخرى مخالفة للقانون الجنائي السوداني منذ اندلاع الصراع في البلاد بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان.

وأبلغ صباحي وكالة أنباء العالم العربي (AWP) الجمعة “تشمل هذه الجرائم توقيف المدنيين من دون غطاء قانوني والتهجير القسري والاغتصاب والاحتجاز غير القانوني، وهي الجرائم التي تم ارتكابها في مناطق العمليات العسكرية في ولاية الخرطوم وولايات دارفور الخمسة، وولاية شمال كردفان ومناطق واسعة من ولاية الجزيرة وولاية النيل الأبيض”. وأضاف “كل هذه الجرائم يرتكبها طرفا الحرب والمجموعات والميليشيات التي تحارب في صفوفهما”.

ورفض صباحي الاتهامات التي وجهها هارون مديخير، مستشار قائد قوات الدعم السريع، للمنظمات الحقوقية بعدم الحيادية وغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها الجيش.

وأوضح قائلا “القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتكبا جرائم مروعة في إقليم دارفور منذ عام 2000، وهم الآن مطاردون من المحكمة الجنائية الدولية. “منذ اندلاع الحرب في أبريل الماضي يواصل الطرفان هذه الانتهاكات، ووثقت تقارير محلية من عدة جهات جرائم قوات الدعم السريع، كما وثقت ارتكاب قوات الجيش جرائم أخرى من خلال القصف الجوي والمدفعي العشوائي لمختلف ولايات دارفور”.

وأكد أن كل الأطراف “تحاول التنصل من مسؤوليتها عن هذه الجرائم، والمنظمات الحقوقية تقوم بواجباتها وترصد الانتهاكات والجرائم المرتكبة بغض النظر عمن ارتكبها، فانحيازنا للإنسان بوجه عام في أي مكان، وبحكم وجودنا على الأراضي السودانية، ننحاز للإنسان السوداني بوجه خاص”.

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بقتل مئات المدنيين في غرب دارفور في نوفمبر تشرين الثاني 2023، كما اتهمتها بارتكاب أعمال نهب واعتداءات واحتجاز غير القانوني بحق العشرات في غرب دارفور.

ومحامو الطوارئ هي مجموعة عمل مكونة من محامين سودانيين تأسست في 2018 خلال الانتفاضة الشعبية ضد حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير، وتقول إنها تعمل على تقديم العون القانوني للضحايا ورصد وتوثيق الانتهاكات والدفاع عن حقوق الإنسان.

قناة العربية


انضم لقناة الواتسب

انضم لقروب الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.