ملتقى لدعم تعافي القطاع الزراعي بالسودان في إسطنبول

انعقد في مدينة إسطنبول التركية، السبت، ملتقى دعم تعافي القطاع الزراعي في السودان، وبحث مواضيع عدة منها إيجاد تسهيلات لعمل الشركات التركية والمستثمرين في القطاع الزراعي السوداني، وسبل تجاوز العقبات التي تعترض القطاع.

ويأتي الملتقى في إطار مبادرة أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، لتحسين أوضاع الأمن الغذائي المحلي والإقليمي في السودان، بقيادة مدير عام المنظمة العربية لدعم التنمية الزراعية وجهود التعافي المبكر للقطاع الزراعي في السودان، إبراهيم الدخيري.

وانعقد الملتقى التشاوري لرجال الأعمال والشركات الزراعية والمؤسسات المالية السودانية والعربية والتركية، بحضور وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني جبريل إبراهيم، وعددا من السفراء وقادة العمل المصرفي في السودان وتركيا، بتنظيم من مبادرة نداء الوطن للعون الإنساني والإعمار.

وقال نزار علي، رئيس مبادرة نداء السودان المنظمة للملتقى في كلمته “ينعقد المؤتمر في إطار التشاور وتبادل الخبرات وتبادل الجهود تحت مبادرة دعم القطاع الزراعي في السودان”.

وأضاف “نأمل أن يساهم الملتقى في دعم هذه المبادرة، ونسعد في المبادرة الوطنية أن يكون الملتقى التشاوري أول أنشطتنا في مجال الإعمار بعد أشهر من مبادرتنا مع منظمات المجتمع المدني والشركات في مجال التعاون الإنساني”.

وتابع: “نسعد بالحديث عن المستقبل، ونأمل أن يحقق المؤتمر الأهداف المرجوة كما حددتها مبادرة منظمة التنمية الزراعية، والآمال معقودة أن ينتج الملتقى رؤى يعود نفعها للجميع”.

وأشار علي، إلى أن “السودان يمتلك مساحات زراعية شاسعة ومصادر مائية متنوعة يخوله للعب دور لتحسين الوضع الغذائي في المنطقة، ويوسع من تنوع منتجاتها ويزيد من قدرته التنافسية مع دول الجوار”.

وقالت سفيرة السودان في تركيا بالإنابة عفاف محمد هاني، في كلمتها خلال المؤتمر، إن “قضية الأمن الغذائي ليست قضية سودانية بحته، بل قضية عالمية، بسبب النزاعات والتغير المناخي والحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت على سلاسل الإمداد والتوريد”.

وأضافت “أهمية هذه المبادرة أننا ننظر للسودان بأنه الحل لمشكلة تواجه العالم، فكل الشركات التركية التي تحاول الدخول لقطاع الزراعة في السودان تبحث عن الضمانات، ولا بد أن يكون هناك صندوق يجعل المستثمرين يطمئنون (للعمل في السودان)، فضلا عن مسار المنظمات الطوعية التي تعمل في الدعم الغذائي، والمسار الأخير وهو رجال الأعمال والشركات”.

وختمت بالقول “أبشر الشركات التركية الزراعية بأنه تم توقيع اتفاق مع تركيا لعمل مشروع نموذجي، وشهد السودان الشهر الماضي زيارة وفد رفيع لبدء المشروع التجريبي وبعد نهايته سيطرح على الشركات التركية وسيكون لها دور في إعادة إعمار السودان وخاصة في القطاع الزراعي”.

كما تحدث الشاذلي عبد القادر، ممثل الشركات الوطنية السودانية، في كلمته، عن العلاقات السودانية التركية الاقتصادية، التي أكد أنها “ضاربة جذورها في التاريخ، حيث بلغ التبادل التجاري العام السابق نحو 600 مليون دولار، ونأمل وصول حجم التعاون لنحو 2 مليار دولار وهو ما مخطط له من قيادات البلدين”.

وتابع: “الزراعة في السودان تعتبر المفتاح الحقيقي للوصول لحجم التعاون هذا، ونهدف بالاستفادة من التجربة الزراعية التركية الواعدة وخاصة الآلات الزراعية وباتت قبلة العالم، ونوصي بعقد شراكات ذكية تركية سودانية، بحيث يكون السودان مصدرا للآلات الزراعية التي تُصنع في تركيا، ولإنجاح هذا الشيء نوصي بأن يكون صندوق لتمويل هذه الشراكات”.

وقال خليل إبراهيم باشر، رئيس قسم في مصرف البركة التركي، “البنك يساهم في تطوير الأعمال الزراعية للمزارعين، ما يقدم الفائدة للجميع، من خلال قروض تقسم للتشغيل والاستثمار”.

وأردف: “المرحلة الأولى تشمل مرحلة الزراعة من أولها لنهايتها ودعم المزارعين من الزراعة للحصاد، والقروض الاستثمارية تكون على الأراضي والجرارات وما شابه ذلك من استثمارات طويلة الأمد”.

من ناحيته، قال إبراهيم الدخيري، “نجتمع اليوم في إسطنبول ويحدونا أمل بأن نقدم لبلادنا الحبيبة السودان وقد أصابه ما أصابه، ولما وقعت الحرب اللعينة في البلاد تأثر القطاع الزراعي كثائر القطاعات”.

وأضاف: “في هذا اللقاء وبحضور وزير المالية ستطرح الأفكار والرؤى وخاصة ما يخص أدوار الشركاء وأدوار القطاع الخاص، وتشتمل المبادرة دعم الجهود المبذولة لإنجاح الموسم الزراعي وتحقيق التعافي المبكر والمرونة في القطاع الزراعي وصولا لتحقيق منصة جهود إعادة إعمار القطاع الزراعي”.

ومبادرة نداء الوطني للعون الإنساني والإعمار جاءت استجابة للظرف الدقيق الذي يمر به السودان إثر الحرب التي تشهدها وتهتم بتقديم العون الإنساني بالتنسيق مع المنظمات العاملة والجهات المنظمة لتغطية الاحتياجات العاجلة، وتهتم بالعمل في مجال إعادة الإعمار وتعويض البنى التحتية المدمرة، وتم الإعلان عنها سابقا في إسطنبول.

المصدر: الاناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.