هوامش حرة مذابح السودان
الكاتب : فاروق جويدة
غرق السودان فى مأساة الحرب الأهلية بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع .. وقد انتقلت المعارك إلى أكثر من مدينة، بينها الخرطوم العاصمة وأم درمان ولا أحد يعلم من المنتصر ومن المهزوم .. ولكن ملايين السودانيين هربوا من الموت إلى دول الجوار .. ويقال إن عددهم تجاوز أربعة ملايين مواطن .. وقد أخذت المعارك شكلا همجيا لا يراعى حقوق المواطنة وأمن الوطن .. والغريب فى الأمر أن الحرب تدور بين رفاق السلاح وأبناء الوطن الواحد .. لقد فشلت كل محاولات التصالح بين الجيش وقوات الدعم السريع وعقدت لقاءات بين أطراف النزاع تحت رعاية مصر والسعودية والإمارات، بل كانت هناك مشاركات من أمريكا وروسيا والصين .. وكان اسوأ ما نتجت عنه هذه المحاولات انها فشلت جميعا وزادت المواجهات عنفا .. وفى تقديرى أن المشاركة الشعبية غابت وانسحبت القوى السياسية وتركت الساحة للسلاح وهى خسارة كبيرة، لأن السودان كان يتمتع بوجود بعض القوى السياسية المؤثرة .. وكان لها دور فى وجود حياة سياسية وفرت للشعب السودانى قدرا كبيرا من الأمن والاستقرار رغم الظروف الاقتصادية السيئة .. لقد غابت أخبار السودان أمام الغزو الإسرائيلى لغزة .. ولكن السؤال: أين قوى الشعب السوداني؟ وأين رجاله؟ وكيف سمحوا بأن ينقسم الجيش على نفسه ويدمر وطنا من أغنى الدول العربية؟!.. إن السودان دولة كبيرة وغنية وفيها شعب على درجة كبيرة من الوعى والاستنارة .. وأين حكماء السودان من الأجيال المختلفة وكيف سمحوا بتدمير وطن بأيدى أبنائه .. إن مأساة السودان قد تمتد وتدفع الأجيال القادمة ضريبة غالية من الأمن والاستقرار..
الاهرام