مآسي النزوح تعيد الهاربين..السودانيون يعودون إلى العاصمة الخرطوم وسط نيران الحرب
مآسي النزوح تعيد الهاربين من الحرب لنيران الخرطوم
ارتفاع أسعار الإيجارات والبطالة وصعوبة البقاء في مراكز الإيواء أبرز الأسباب
أسهمت ظروف كثيرة على رأسها ارتفاع أسعار إيجارات العقارات في الولايات الآمنة وتفاقم الأوضاع الاقتصادية ونفاد المدخرات المالية في عودة آلاف السودانيين إلى الخرطوم التي نزحوا منها قبل أشهر عدة هرباً من الحرب الدائرة بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي.
العوامل الرئيسة للهجرة العكسية إلى العاصمة تعود إلى عدم وجود فرص عمل في أقاليم البلاد المختلفة لتوفير الحاجات اليومية وتوقف صرف رواتب العاملين بالقطاعين العام والخاص، فضلاً عن دخول فصل الشتاء وصعوبة البقاء في مراكز الإيواء بظل ظروف صعبة وموجات برد قاسية.
ومن بين 4.6 مليون نازح في السودان، توضح الأمم المتحدة أن أكثر من ثلاثة ملايين فروا من العنف في العاصمة، وحذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أزمة إنسانية لا يمكن تصورها بالبلاد.
رحلات يومية
ينطلق مئات السودانيين يومياً إلى مواقف المواصلات في مدن عطبرة وشندي وودمدني وبورتسودان وغيرها، حازمين أمتعتهم باحثين عن حافلات سفرية في رحلة العودة إلى الخرطوم.
وبحسب صاحب مركبة نقل بابكر الفضل فإن “أعداد المواطنين الذين قرروا العودة إلى العاصمة في زيادة مستمرة، إذ كنا نعمل في نقل الركاب بين مدينة ود مدني بولاية الجزيرة إلى إقليم النيل الأبيض بمدن ربك وكوستي، لكن منذ شهر تحولت الوجهة إلى الخرطوم عقب ارتفاع معدلات الهجرة العكسية وتحسن العمل اليومي بالنسبة لأصحاب الحافلات السفرية ومركبات النقل الأخرى”.
وأضاف الفضل، أن “هناك وجهتين للرحلات اليومية من مدينة ودمدني إلى الخرطوم، واحدة تصل لضاحية الحاج يوسف كمحطة أخيرة، وثانية للسوق المركزية، وليس هناك أخطار في الطريق، لكن نقاط التفتيش تسهم في طول فترة الرحلة”.
وتابع المتحدث “من خلال عملي شبه اليومي لاحظت عودة أعداد كبيرة من الأسر إلى العاصمة خصوصا في أحياء السلمة والحاج يوسف والجريف شرق والكدرو وجميع أحياء محلية كرري في مدينة أم درمان”.
وضع أفضل
من جانبه اعتبر المواطن طارق مبارك أن “المبالغ الباهظة التي وضعها أصحاب العقارات في مدينة عطبرة مقابل الإيجار الشهري نوعاً من الاستغلال للظروف التي يمر بها الآتين من ولاية الخرطوم”.
وأشار إلى أن “كلفة الإيجار والأوضاع المعيشية المتفاقمة ودخول فصل الشتاء أسباب منطقية دفعت أسرته إلى مغادرة الولاية الشمالية والعودة إلى منزلها في العاصمة”، لافتاً إلى أن “العيش في بيتهم تحت نيران الحرب أهون عليهم من التعرض للإذلال والاستغلال”.
وأوضح مبارك أن “الخدمات الضرورية من صحة وكهرباء وماء ومواد غذائية متوفرة في الحي الذي يقطن فيه حالياً، كما أن الوضع الأمني جيد إلا من فترات لأخرى”.
جهود أمنية
وعلى الصعيد الأمني قال والي ولاية الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة في تصريح صحافي سابق إن “الشرطة ينتظرها عمل كبير لتأمين الأحياء الخالية من التمرد والقبض على عتاة المجرمين الهاربين من السجون”.
وتعهد حمزة بمواصلة توفير الدعم للشرطة لتتمكن من القيام بواجباتها وتحقيق الانتشار الكامل إلى جانب توفير المعينات للاطواف المشتركة بين كل القوات النظامية”.
وتطرق والي الخرطوم للمجهودات التي تمت في هذا الصدد، أبرزها التعامل مع السيولة الأمنية عبر ترتيبات يجري إعدادها لبسط الأمن بصورة عاجلة عبر لجان أمن المحليات”.
ظروف اضطرارية
نائبة مدير مركز الصفاء للإيواء بمدينة وادي حلفا شمال السودان جواهر فضل أشارت إلى أنهم “اضطروا للعودة إلى ديارهم في الخرطوم على رغم من المخاطر، بسبب الضغوط الاقتصادية وعدم توفر فرص عمل لزوجها وبقية أفراد عائلتها في الوجهات التي نزحوا إليها”.
ونوهت إلى أن “هناك عددا كبيرا من الأسر اتجهت إلى العاصمة بسبب سوء أوضاع أماكن النزوح ودخول فصل الشتاء وتفاقم أزمة المعيشة ونقص الخدمات الصحية”.
ولم تخف فضل مخاوفها من مخاطر العودة إلى مناطق القتال، مشيرة إلى أنهم يسمعون طوال اليوم أصوات الرصاص ودوي القذائف التي ترعب الأسرة كباراً وصغاراً”.
ضغوط اقتصادية
بدوره أبدى المتخصص الاقتصادي ضياء حامد أسفه لعودة كثير من الأسر إلى الخرطوم بسبب الضغوط التي تعرضت لها في الولايات الآمنة بخاصة ارتفاع أسعار إيجار العقارات لمعدلات غير مسبوقة، فضلاً عن تفاقم الأوضاع المعيشية وعدم الحصول على فرص عمل جديدة تساعد في توفير الحاجات اليومية.
وأضاف أن “معظم الفارين من ويلات الصراع المسلح فشلوا في الحصول على عمل يسهم في تدبير مبالغ مالية لشراء مستلزمات الغذاء والدواء واستئجار منازل، مما اضطرهم الواقع الجديد إلى خيار العودة للعاصمة”.
ولفت إلى أن “المواد الغذائية والسلع وخدمات المياه والكهرباء متوفرة في عدد من الأحياء إلى جانب تحسن مستوى الرعاية الصحية، لكن المهدد الأكبر يتمثل في الوضع الأمني، فالسكان في أي لحظة قد يكونون عرضة للقتل أو الإصابة لأن العمليات العسكرية لم تتوقف حتى الآن”.
جريدة اندبندنت البريطانية
ربنا يعجل بنهاية هذه الحرب اللعينه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم أصلح أحوال البلاد
الخرطوم هااااديه مافي اي شي
شنو رقم النيران مافي اي شي والله
الله ينتقم من الكيزان الخونة الذين أشعلوا الحرب ويردون السلطة ولايسعون للسلام حسبي الله ونعم الوكيل فيهم
والله انت قحاتي ليس إلا ولكم يوم نراهو اتي ان شاء الله