مشار: الساعات القادمة ستحدد إما حرباً أوسلاماً .. السودان يعلن عدم اعترافه بحكومة الجنوب الحالية
أعلن السودان أنه لن يعترف أويتعامل مع حكومة دولة الجنوب الحالية ولن يستقبل تعبان دينق الذي تعيينه نائبا أول للرئيس بديلاً عن رياك مشار المختفي عن الأنظار ، وجدد السودان التزامه التام بمخرجات قمة ايقاد الأخيرة في كيجالي والتي اعترفت بحكومة الوحدة الوطنية وفقاً لاتفاق السلام الموقع بين الرئيس سلفاكير ومشار.
قال وزير الدولة بالخارجية د.عبيدالله محمد عبيدالله إن تعيين تعبان دينق نائباً أول للرئيس يعد خروجاً صريحاً عن الاتفاق الموقع بين الحكومة والمعارضة في أغسطس الماضي وزاد ( لا مجال للتعامل مع أي حكومة تخرج عن تنفيذ اتفاقية سلام جنوب السودان) موضحاً إن الاتفاقية نصت على تعيين رياك مشار نائبا أول للرئيس ، وأضاف أن الاتحاد الأفريقي وقمة ايقاد الأخيرة اتفقا على التعاون مع (حكومة الوحدة الوطنية التي نصت عليها الاتفاقية) وأن أي تعامل مع (جسم موازٍ) يعتبر خروجا على الاتفاقية ،وأكد عبيدالله إن السودان (لا يرحب باستقبال أي شخصية خارج اطار اتفاقية السلام).
وأشار وزير الدولة بالخارجية إلى ان رئيس الجمهورية المشير عمر البشير التقى أمس ببيت الضيافة رئيس المفوضية الخاصة لمراقبة وتقويم تنفيذ اتفاق سلام جنوب السودان فيستوس، وقدم البشير نصائح بالسعي الجاد لاخراج الجنوب من دائرة الحرب ووعد البشير بطرح قضية الجنوب بـ(قدر عال من الشفافية والوضوح) في اجتماع الايقاد يوم الجمعة القادمة في أديس ابابا .
ومن جانبه جدد رياك مشار زعيم المعارضة التزامه باتفاقية السلام التي وقعها مع الرئيس سلفاكير وأعتبر اقالته من منصبه أمرا غير دستوري داعيا المجتمع الدولي للعب دوره لحل القضية وزاد (الساعات المقبلة ستحدد أما حربا أو سلاما)
وأكد أنه أجرى ولا زال يجري إتصالات متعددة مع أطراف دولية وإقليمية بغرض (إعادة الأمور إلي نصابها والعودة بإتفاقية السلام إلي مسارها الصحيح).وشدد أن الساعات المقبلة ستحدد الموقف من العودة إلي الحرب أو السلام ،داعياً المجتمع الدولي إلي عدم خذلان إنسان الجنوب.
وحذر مشار دعاة الحرب والخراب في جوبا من مغبة أفعالهم، وزاد (لاتنظروا إلي مصالحكم ، فمصالح الوطن أولى وأقوى أن تتبع وتصان).
واستقال وزير الزراعة في حكومة جنوب السودان، لام أكول،أمس. وقال إن عملية السلام التي تهدف إلى إحلال السلام في البلاد (ماتت)، داعياً حكومة الرئيس سلفا كير إلى التنحي عن السلطة.
وأعلن أكول كذلك تخليه عن زعامة حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان- التغيير الديموقراطي.
وقال، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا (لم يعد هناك اتفاق سلام يطبق في جوبا.. جميعنا نتفق على أن النظام في جوبا يجب أن يتغير).
واعتبر أكول أن الرئيس سلفاكير ميارديت (أطاح بكل مضامين اتفاق السلام، وأن تعيين دينق أمر مخالف للاتفاق)، قائلًا: (لا توجد اتفاقية سلام اليوم في جوبا، تعيين دينق عملية كوميدية سيئة الإخراج).
واتهم أكول، في مؤتمره ، دينق بالانحياز للرئيس سلفاكير، قائلًا: تعبان دينق كان يقف بجانب سلفاكير منذ البداية، وهما وجهان لعملة واحدة، وكان يوافقه الرأي منذ البداية في زيادة الولايات وإعادة تشكيل المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان).
وشن هجومًا على حكومة سلفاكير واصفًا إياها بـ (الفاشلة)، وقال إنه لا مجال للعمل داخل البلاد، في ظل حالة الانقسام والتفكك التي تقودها الحكومة الحالية، حسب تعبيره.
وأشار الى أنه خرج من جوبا لتشكيل جبهة وطنية عريضة للمعارضة، وأنه لا سبيل للخروج من الوضع الراهن في البلاد إلا بالعمل المشترك بين فصائل المعارضة، مؤكدًا ضرورة العمل مع القوى الجنوبية الأخرى لإنقاذ جنوب السودان.ورأى أكول أن أحداث جوبا الأخيرة كانت (عملًا مدبرًا ومخططًا بدقة)، موضحًا أنه (تم استفزاز القوة الصغيرة التي تكونت منها المعارضة في جوبا، وجرها لمواجهة غير متكافئة تسببت في إزهاق أرواح المدنيين الأبرياء).وترك أكول الباب مفتوحاً أمام احتمال انضمامه إلى صفوف مشار بعد أن ترك حزبه، وقال (نحن نتشاور الآن حول تنظيم صفوفنا لتقوية المعارضة ضد الحكومة).
وأضاف (نظراً إلى أن الاتفاق ميت، ولا يوجد فضاء سياسي حر في جوبا، فإن الطريقة الوحيدة المنطقية لمعارضة هذا النظام لاستعادة السلام الحقيقي هي تنظيم الصفوف خارج جوبا).
عبيدالله الخرطوم:هويدا المكي – الصحافة