نقابة الصحفيين السودانيين
بيان مهم
استمراراً لديدنها المعهود في استهداف العزل وترويع المدنيين، توالي قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها سلسلة انتهاكاتها الفظيعة بقرى وفرقان ولاية الجزيرة.
وطبقاً لتقارير صحافية وإفادات شهود عيان فقد أسفر اجتياح الولاية وحاضرتها مدينة ود مدني عن عمليات قتل ونهب وإخفاء قسري واسعة النطاق مع رصد وتدوين جرائم ضد النساء والأطفال، ضمن سلوكيات أخرى ترقى إلى تصنيفها كجرائم حرب.
وفي مخالفة أخرى للقوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني رسمت التقارير المبذولة عبر الوسائط الموثوقة وروايات الناجين، صورة ميدانية عن وسائل ترويع أخرى؛ لم تغادر الحجر على حرية تنقل المدنيين والحيلولة دون مغادرة مناطق الخطر، واتخاذ المدنيين كدروع بشرية.
تشجب نقابة الصحفيين السودانيين هذه الممارسات بالمجمل، كما وتحذر من مغبة إرعاب العزل، إذ باتت سمة مميزة لهذه المليشيات في جل المدن والمناطق التي وصلتها طلائع قواتها.
في السياق ذاته تعرب نقابة الصحفيين السودانيين عن قلقها البالغ حيال أوضاع منسوبيها في الفيافي والنجوع المنكوبة، بولاية الجزيرة، حيث غادرت مجموعات الصحفيات والصحفيين مناطق الصراع صوب أماكن قصية التمسوا فيها الأمان، لكن التقارير المحدّثة أفادت بتمدد المليشيات تلقاء ملاذاتهم الجديدة. يحدونا الآن قلق بالغ على سلامة هؤلاء، مثلما ينتابنا شعور الأسى حيال ما آلت إليه أوضاع البلاد.
إننا في نقابة الصحفيين إذ نشير إلى النداءات والبلاغات التي وردت إلينا من قبل مواطنين عالقين بالمناطق المنكوبة بالنزاع، نضع حاملي السلاح أمام مسئولياتهم، بحماية الصحفيين والعاملين في المجال الإنساني وغرف الطوارئ، كما ونطالب بفتح مسارات آمنة لزملائنا المحاصرين في منطقة شرق الجزيرة ممن وصلتنا استغاثاتهم، آملين أن تسعف منظومة السيطرة والأوامر في لجم ممارسات منسوبي القوات.
نناشد في نقابة الصحفيين، المنظمات الدولية والمجتمع الدولي الضغط على قوات الدعم السريع بغية توفير ممرات آمنة فوراً دون قيد أو شرط لمئات الالآف من النساء والأطفال وكبار السن العالقين بمناطق الخطر.
دعوتنا نبذلها كذلك للأمم المتحدة والمنظمات الدولية والاتحاد الدولي للصحفيين و اتحاد الصحفيين الأفارقة واتحاد الصحفيين العرب ومنظمة مراسلون بلا حدود ومعهد الصحافة الدولية والنقابات الصحفية الشقيقة والصديقة بتدارك ما يمكن إدراكه.
يقيننا الراسخ في نقابة الصحفيين السودانيين أن صد غوائل الحرب ولجم أصوات الكراهية وكل فعال الإجرام إنما يتأتى بكف صوت السلاح ونصب طاولات التفاوض.
حفظ الله السودان وشعبه
نقابة الصحفيين السودانيين
26 ديسمبر 2023