(دينكاوي)….. عندما يدير أمر الجوازات (حاوي)

بيت الشورة

عمر الكردفاني

(دينكاوي)….. عندما يدير أمر الجوازات (حاوي)

قيل ان طفلا أتى أبيه يطلب قرشا لأن مدرستهم ستقدم لهم حاويا يستعرض مهاراته السحرية فقال الاب للطفل: تعرف يا ابني انا املك سحرا أكثر من هذا الحاوي …. لاني اصرف مرتبا قدره مئة وخمسين ألفا ولكني اصرف عليكم بهذا المنزل أكثر من مليون جنيه في الشهر فمن الحاوي الاكثر سحرا.
هذه الحرب التي فرضت علينا كشعب أبرزت فينا الكثير من الصفات السالبة إلا أن هنالك إيجابيات يحب أن نلتفت إليها منها هذا الحس الوطني العالي والتفكير خارج الصندوق والتفاؤل بوطن اجمل نبنيه بعد الحرب إلا أن أعظم ما ابرزته الحرب هي هذه الهمة العالية لدى بعض المسؤولين الذين نسوا أمر أسرهم ورفاهيتهم الخاصة واستخدموا(الادرينالين) في الاندفاع إلى الأمام في خدمة الوطن والمواطن ،وادارة الجوازات والهجرة والجنسية هي إحدى المؤسسات التي أبدعت واوفت وكفت بأكثر مما كانت عليه من قبل ,وانا اولا اعتذر لسعادة اللواء (دينكاوي) بوصفي له بالحاوي ولكن لأهل البلاغة والبديع هو المدح بما يشبه الذم وحاشا لهذا القلم أن يذم اي انسان يرتدي شرف الدولة خاصة وأنه يحمل اسم ذي جرس منغم وعاطفي عندنا .
نحن في السودان لا نلتفت لمن لا يعمل أو يظهر للعيان في الملمات (كما قال الراوي :تعمل كتير تغلط تترفت ما تعمل ما تغلط تترقى )وإدارة الجوازات قامت بما لم يتوقعه احد ابدا حتى في أيام السلم حيث كانت الجاليات السودانية في دول المهجر تضج بالشكوى جراء تأخر حصولهم على وثائقهم الثبوتية خاصة وأن معظم الدول لا تتساهل ابدا مع من يهمل تجديد تلك الأوراق ،فمن كان يظن أن السوداني وفي ظل الظروف الحالية يستطيع الحصول على جواز سفره في اقل من ثلاثة أسابيع ليس في السودان فحسب بل بكل دول المهجر من لدن المحطات المعلنة .
اطلعت اليوم على خبر أثلج صدري، ففي إطار سعيها للتوسع في المحطات الخارجية لخدمة السودانيين بدول المهجر، دشنت إدارة الجوازات العمل بعدد من العواصم العالمية والمدن الإقليمية وهنالك خطة طموحة مستقبلا وكل ذلك يأتي تخفيفاً وتسهيلاً لإجراءات استخراج جوازات السفر وقد تم تدشين مراكز في كل: القاهرة – أسوان – الرياض – جدة – الدوحة – مسقط – دبي – الكويت – أديس ابابا – طرابلس – بنغازي – جوبا – بروكسل – برلين – وواشنطن ولندن، لتستمر الحياة ويبقى من بقي بدول المهجر معززا مكرما ويسافر من أراد للدراسة والعلاج واللجوء إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
الأمر الذي لا يدريه الكثيرين أن مدير الجوازات يستقبل مئات الحالات الخاصة يوميا وان طاقم الادخال ومهندسي المصنع يواصلون الليل بالنهار من أجل طباعة هذه الوثيقة المهمة، الامر الذي قد ينكشف عنه النقاب قريبا وقد بشر به السيد وزير الداخلية هو تنظيم الأجانب المقيمين بالسودان أسوة بالدول ذات السيادة بعيدا عن العواطف التي كنا نتعامل بها مع الكثير من منسوبي الدول الجارة والذين للأسف حملوا خناجرهم واعملوها في ظهورنا غداة عملية الغدر والخيانة التي قامت بها مليشيا الجنجويد.

ثم ماذا بعد؟
العمل الإعلامي يجب أن يكون سباقا إلى ما يهم المواطن ولقد تحدث الي أحد الإخوة قبل فترة من الزمن عن التكدس والتأخير في استخراج الجوازات فقلت له: اصبر اسبوعين لأن السوداني عجول بطبعه، بعد اسبوعين وانا على متن حافلة ركاب قال السائق متحدثا إلى أحد الركاب: إذا أردت استخراج جواز فإنك تقدم اليوم ويتم تصويرك وتستلم جوازك غدا.
والله انا لا اعرف سعادة اللواء دينكاوي وربما إذا وجدته بمكان عام قد لا اتعرف عليه ولكني تلمست إنجازاته من خلال هذا الحراك والقرارات الجريئة في شراء ونقل ماكينات الطباعة ودأبه على الاستعانة بالشباب في العمل إلا أن أحدهم أسر لي يوما أنهم جراء العمل المتواصل تساقطوا تباعا بالحمى وهم يدندنون مع المتنبئ: وان أمرض فما مرض اصطباري وان احمم فما حم اعتزامي. حفظهم الله ورعاهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.