مواطنو محلية شرق النيل.. المكافحة من أجل البقاء على قيد الحياة بعد مرور عام على الحرب

لأكثر من عامٍ، يكافح مدنيون في محلية شرق النيل من أجل البقاء، عقب حرب أحرقت الأخضر واليابس.

وتقع محلية شرق النيل في الجزء الشمالي الشرقي لولاية الخرطوم بين خطي 32 درجة شرق تقريباً و15 درجة شمالاً، وتقع المحلية تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل من العام الماضي.

لكن المواطن هناك يواجه رزونامة من المعاناة اليومية بتجلياتها النفسية والجسدية والخدمية وغيرها، والقلق في أيِّ حال هو سيد الموقف يتوسدونه مساءً ويستيقظون عليه فجراً.

وصف عضو غرفة طوارئ شرق النيل إبراهيم يوسف، الأوضاع بمحلية شرق النيل بـ”السيئ”، قائلاً إنه بلغ أقصى درجات السوء متزامنة مع انعدام الأمن وعدم القدرة على الحركة وارتفاع أسعار السلع، وانقطاع الإنترنت.

ولفت إلى أن المواطنين يجدون صعوبة في التواصل، وفي عمليات التحويلات المالية، مشيراً إلى أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي قال إنها بلغت شهراً الآن.

وقال يوسف في حديثه إنه ترتب على انقطاع الكهرباء مشاكل كثيرة، منها أزمة حادة في المياه، لأنّ كل الآبار توقفت نسبةً لاعتمادها على الكهرباء، وقال ان البديل المتمثل في الوقود غير متوفر، مشيراً إلى ارتفاع أسعار الوقود بصورة جنونية وفق قوله، حيث ارتفع سعر باقة الوقود من (50) ألفاً إلى (100) ألف جنيه، مع صعوبة الحصول عليه.

وأشار يوسف إلى وجود أزمة حادّة في السلع الغذائية، لأن شرق النيل طوال فترة الحرب كانت تعتمد على أسواق مدينة مدني بولاية الجزيرة مدني، لافتاً إلى أنه بعد أحداث مدني توقفت سلاسل الإمداد، منوهاً إلى أنّ البديل جلب البضائع من مدينة شندي، لافتاً إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة برزت عمليات النهب في الطرق لكل العربات منعت الناس من استجلاب المواد من شندي، مشيراً إلى أن التجار فقدوا رؤوس أموالهم نسبةً لما تعرضوا له من نهب وسرقة.

وأبان أن المحلية بها الآن أربعة أسواق صغيرة فقط، معتبراً أن الأيام الحالية هي أسوأ أيام يعيشها مواطن المحلية منذ اندلاع الحرب.

شبكات الاتصال مقطوعة لأكثر من شهرين في المحلية، إلا أن أفراد الدعم السريع الذي سيطروا على المحلية استجلبوا أجهزة “إستار لينك”.

وقال يوسف إن الأجهزة يتم تأجير الساعة الواحدة للمواطنين بـ(3) آلاف جنيه للساعة الواحدة.

وكشف عن نهب تعرّضت له أجهزة “ستارلينك” في بعض المناطق بالمحلية وأغلبها يمتلكها منسوبو الدعم السريع، منوهاً إلى امتلاك قلة من المواطنين لبعض الأجهزة باتفاق مع تلك القوات، ولفت إلى أن المنطقة تشهد قصفاً عسكرياً عشوائياً يحدث بشكل متكرر. وأضاف: الكثير من المواطنين قرروا هجرة المناطق لان الوضع أصبح صعباً ولا يوجد أمل – وفق تعبيره.

كما أشار إلى حالات النهب والسرقة التي قال إنها زادت بشكل لافت، مع وجود حالات اختطاف وطلب للفدية.

وكانت غرفة طوارئ شرق النيل قد أعلنت الأسبوع الماضي، عن وفاة 6 من مرضى الفشل الكلوي بسبب انعدام المياه والكهرباء بمحلية شرق.

وكشف عضو الغرفة عن وجود ندرة حادة في الأدوية خاصة الأمراض المزمنة مع توقف معظم المراكز الصحية.

صحيفة السوداني


انضم لقناة الواتسب

انضم لقروب الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.