“جحيم الهند” يشوي السودانيين ويدفعهم للموت حرباً أو حراً.. ما القصـة؟

أحال “منخفض الهند الموسمي”، فصل الصيف بالسودان لحجيم لا يُطاق، واجتاحت البلاد موجة حَر تعد الأعنف منذ عشرات السنين.

وفي التفاصيل، توقّعت هيئة الأرصاد الجوية بالسودان استمرار ارتفاع درجات الحرارة، إذ يسود طقس البلاد شديد الحرارة شمالاً وشرقاً، إلى حار نهاراً جنوباً وغرباً مع نشاط رياح متقطعة، مثيرة للغبار والأتربة. كما كشفت الهيئة أن مدينة عطبرة التي تبعد 310 كلم تقريبًا شمال الخرطوم، سجّلت 48 درجة مئوية كأعلى درجة حرارة بالبلاد.

في الأثناء، أطلقت وحدة الإنذار المبكر بهيئة الأرصاد الجوية عدة تحذيرات، بينها تحذيرٌ لمُستخدمي طرق المرور السريع من قيادة المركبات نهاراً، تجنباً لسخونة الجو، كما حثّت المواطنين بعدم التعرُّض لأشعة الشمس مُباشرةً، ومُراعاة ضبط تنظيم أنشطتهم الخارجية مع تنويهاتها.

أقوى موجة حَـر
في المقابل، أكّـد الراصد الجوي المستقل، المنذر أحمد الحاج أنّ البلاد دخلت في “أطول وأقوى موجة حـر لم تشهدها منذ عشرات السنين”، على حد تعبيره.

وفي منشورات عبر صفحته بفيسبوك التي تحظى بمتابعة مئات الآلاف قال المنذر: “ما نقوله ليس ترهيباً أو تخويفاً، إنّمَـا لأخذ الحيطة والحذر”، متوقعاً ارتفاعاً قياسياً بدرجات الحرارة في العاصمة الخرطوم وولايات الشمالية ونهر النيل والجزيرة وكسلا والنيل الأبيض، وتنبأ بأن تصل درجات الحرارة المحسوسة لأكثر من 50 درجة مئوية بالخرطوم ونهر النيل والشمالية والجزيرة.

خفض ساعات الدرس
إلى ذلك، وجّهت وزارة التربية والتعليم بالشمالية، بإنهاء اليوم الدراسي بجميع المراحل الدراسية في الولاية عند الساعة الثانية عشرة ظهراً وبداية اليوم الدراسي مبكراً نسبة لارتفاع درجات الحرارة بالولاية.

في الأثناء، أكد بعض مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، أن درجات الحرارة وصلت إلى نحو 53 درجة مئوية في بعض المناطق بالبلاد، وبثّوا صوراً ومقاطع مصورة لأشخاص يقومون بإعداد الشاي عبر صب الماء من الصنابير مباشرة، في إشارة لوصول تلك المياه لدرجة الغليان.

وضع الهواتف الذكية بالثلاجات
في السياق، أكد مواطنون لـ”العربية.نت” أن ارتفاع درجات الحرارة أثر حتى على كل مناحي الحياة بالبلاد، بما فيها شبكات الاتصال، فيما قال مواطنون آخرون لـ”العربية.نت”، إنهم يضطرون أحياناً إلى وضع الهواتف الذكية داخل الثلاجات خاصّة أجهزة (الآيفون) خوفاً من تأثير الحرارة عليها.

أما في مدينة بورتسودان التي أصبحت العاصمة المؤقتة، فيسود طقس حارٌ جداً نهاراً، مع رطوبة شديدة ليلاً وسط معاناة حقيقية من انقطاع التيار الكهربائي لساعات. ويخشى المواطنون هناك من ضربات الشمس الحارقة.

منخفض الهند الموسمي
يُذكر أنّ منخفض الهند الموسمي، هو منخفض حراري هائل يؤثر على ثلاث قارات: آسيا، إفريقيا وأوروبا. يبدأ هذا المنخفض في التشكّل على الأراضي الهندية في شهر أبريل من كل عام، ويلعب دوراً مهماً في تشكيل مناخ السودان. ويعتبر أحد العوامل الرئيسية المؤثرة على الأنشطة الاقتصادية والبيئية في البلاد.

مناخ متطرف
ويسود السودان مناخٌ متطرف بالأعوام الأخيرة، فغدت أشهر الصيف ذات درجات حرارة تشوي الوجوه. أما الخريف فيأتي بماء منهمر.

وهناك مؤشرات قوية على تبدُّل الأحوال المناخية، تسطع بصور شتى، أشهرها هطول الأمطار في مناطق صحراوية قاحلة شمالاً. إلا أن خبراء الأرصاد بالسودان قالوا إن ما يحدث بالسودان حالياً، تقلبات طقس أو تقلبات مناخية أو ما نسميه بالفترة الانتقالية، وتتمظهر في تقلبات المناخ الصيف للشتاء، ومن الحرارة إلى البرودة. وأنهم عاكفون على دراسة علمية لرصد تلك الظواهر الطبيعية المتناثرة، وصولاً إلى حقائق علمية لإثبات أنها عملية تغيُّر مناخي أم مجرد تقلبات مناخية عادية.

العربية نت


انضم لقناة الواتسب

انضم لقروب الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.