مواصفات السيرة الذاتية المثالية في عصر الذكاء الصناعي .. عشان تلقى وظيفة
تعتبر السيرة الذاتية واحدة من أهم الأدوات التي تساعد الأفراد في تقديم أنفسهم وخبراتهم لأغراض التوظيف أو العمل، فالسيرة الذاتية هي الوثيقة التي تمثل المتقدم إلى وظيفة أمام أصحاب العمل المحتملين، وتعكس لهم المهارات والقدرات التي يتمتع بها بشكل يتيح له التميز بين العديد من المتقدمين الآخرين.
وبشكل عام، فإن السيرة الذاتية هي خطوة تقليدية وأساسية نحو حصول الفرد على العمل، ولكن مع ظهور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي والتغييرات المنتظر أن تحدثها هذه التكنولوجيا في سوق العمل، بات على كل باحث عن عمل إخضاع سيرته الذاتية لعملية تحديث تجعلها بعيدة عن النمط التقليدي المعتاد، ففي عصر الذكاء الاصطناعي يجب على السيرة الذاتية أن تبرز المهارات والخبرات التكنولوجية التي تجعلك بقدرات مختلفة عن الآخرين.
ومن المتعارف عليه أن مديري التوظيف، يمنحون كل سيرة ذاتية جزءاً صغيراً من وقتهم، حيث تجمع الدراسات على أن هؤلاء يقضون في المتوسط نحو 7.4 ثوان فقط، في اطلاعهم على السيرة ذاتية الموجودة أمامهم، ولذلك يجب على المرشح للوظيفة أن يصيغ سيرته الذاتية، بمحتوى قادر على جذب انتباه مديري التوظيف في ثوان معدودة.
خليط يجمع بين التقليدي والحديث
يقول مدرب التنمية البشرية عماد أبو خليل في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن السيرة الذاتية المثالية في عصر الذكاء الاصطناعي، يجب أن تكون عبارة عن خليط يجمع بين المعلومات التقليدية، التي لطالما اعتدنا على رؤيتها في السير الذاتية، مثل التاريخ العملي للفرد وملخص عن مساره المهني، وبين ما هو حديث ويتعلق بالمهارات المرتبطة بالتكنولوجيا بشكل عام وخصوصاً الذكاء الاصطناعي، حيث لم يعد يكفي في 2024 أن تكون السيرة الذاتية ذات تنسيق بسيط وسهل القراءة وذات فقرات واضحة للاستحواذ على اهتمام مديري التوظيف، بل يجب الحرص أيضاً على أن تتضمن كلمات مفتاحية ذات صلة بالثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم حالياً.
مواصفات السيرة الذاتية المثالية
ويرى أبو خليل أن السيرة الذاتية المثالية في عام 2024 وما بعده، يجب أن تذكر فيها مهارات تكنولوجية مكتسبة، وكلمات مفتاحية مرتبطة بالقدرة على التعامل مع برامج تحليل، وعلوم البيانات أو برامج الأمن الالكتروني، أو القدرة على التعامل مع تقنيات تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي، أو على إدارة المشاريع التقنية بشكل فعّال، إضافة إلى امتلاك مهارات في التطوير البرمجي وتصميم التطبيقات باستخدام لغات البرمجة المتعددة، وتصميم وتطوير الواجهات الرسومية، مشيراً إلى أن تسليط الضوء على هذه المهارات بشكل واضح في السيرة الذاتية، يجعل أي شخص يبحث عن وظيفة متميزاً في سوق العمل الحديث.
وكشف أبو خليل أن هناك عاملاً جديداً ومهماً يجب على الجميع إدراكه، وهو أن الذكاء الاصطناعي بات يساعد مديري التوظيف في الشق المتعلق بعملية فحص ومراجعة السيرة الذاتية، لتحديد ما إذا كان المتقدم للوظيفة مؤهلاً لنيل المنصب الشاغر، وبالتالي فإن جزءاً من عملية فحص السيرة الذاتية ما قبل اجتماع التوظيف، بات مرتبطاً ببرامج الذكاء الاصطناعي التي تقوم بالبحث عن كلمات مفتاحية معينة، تضمن أن الفرد مواكب لأحدث التوجهات التكنولوجية في سوق العمل، مشدداً على ضرورة أخذ هذا العامل بعين الاعتبار، من خلال جعل الملف الشخصي الموجود في السيرة الذاتية، يتضمن معلومات عن الخبرات العملية والتقنية الحديثة المطلوبة، وبذلك يحصل الفرد على تقييم أعلى من برامج الذكاء الاصطناعي التي ستقوم بتحويل السيرة الذاتية المفضلة الى مدير التوظيف.
منصات تقدم دورات مجانية
ولفت أبو خليل إلى أن المعلومات المذكورة بالسيرة الذاتية والمتعلقة بالقدرات التكنولوجية للمرشح إلى وظيفة ما، يجب أن تكون حقيقية وغير مبالغ فيها، حيث يمكن لأي فرد ومهما كانت درجاته العلمية أو نوع وظيفته، أن يخضع لدورات تدريبية تساعده في فهم واكتساب مهارات التعامل، مع كل ما يتعلق بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وما يرتبط بها من برامج، مشيراً إلى وجود بعض الجهات والمنصات مثل Coursera و UDEMYوZAKA التي تقدم دورات مجانية، تسلّح الأفراد بقدرات ومهارات تكنولوجية جديدة، تجعل أي شخص مواكباً لمتطلبات سوق العمل.
وبحسب أبو خليل فإنه يوجد عدة مستويات للدورات العلمية الخاصة بمهارات الذكاء الاصطناعي، فهناك ما هو مخصص للمبتدئين وأيضاً ما هو مخصص للأشخاص ذات الخلفية التقنية، أو الذين يمتلكون خبرة في هذا المجال، مشدداً ايضاً على ضرورة أن لا تشمل الدورات التدريبية فقط الباحثين عن عمل أو الموظفين، بل أيضاً اصحاب العمل والمدراء التنفيذيين وأعضاء مجلس إدارة الشركات، فالقرارات الاستراتيجية المستقبلية المرتبطة بالشركات، يجب أن يتم اتخاذها من قبل أشخاص يدركون جيداً التغييرات التي ستحدثها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على صعيد الاقتصاد العالمي ككل.
وينهي مدرب التنمية البشرية عماد أبو خليل حديثه لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، بالإشارة إلى أن السيرة الذاتية المفضلة، هي تلك التي تبرز التجربة العملية والتطوعية والمهارات الشخصية، وكذلك الإنجازات السابقة للفرد، إضافة إلى مهاراته التكنولوجية ومهاراته في العمل ضمن فريق، والتواصل وقيادة فريق عمل، داعياً أي شخص للقيام بتحديث السيرة الذاتية الخاصة به بانتظام، لتشمل أحدث الخبرات والتدريبات والمهارات التي اكتسبتها، ولتسليط الضوء على المشاريع الجديدة التي شارك فيها أو المسؤوليات الجديدة التي تم تكليفه فيها.
سكاي نيوز