في اليوم العالمي للاجئين… السودانيون يواجهون ظروف معقدة

بينما يحتفل العالم باليوم العالمي للاجئين والذي يصادف 20 يونيو من كل عام ، يواجه اللاجئون السودانيون الذين شردوا بسبب الحرب والعنف تحديات عدة في معسكرات ومخيمات اللجوء ، بما في ذلك الظروف المناخية القاسية، ونقص الاحتياجات السكنية المُناسبة، ونقص الموارد الغذائية، وصعوبة الحصول علي مياه شرب نظيفة، والوصول الي المرافق الصحية، مما فاقم من حالات سوء التغذية والوفيات وسط للأطفال والأمهات .

وقالت عائشة محمد من سكان منطقة الازهري جنوب الخرطوم ” لم تكن فكرة الخروج من المنزل تراودني حيث يدرس أبنائي بالمدارس والجامعات” واضافت ” عندما اندلعت الحرب في الخرطوم واشتد العنف واستمر، اصبح الحصول علي الماء والغذاء والدواء صعب المنال مع استمرار العمليات الحربية”. وتابعت ” ومع قلة الموارد المالية وتوقف الحياة والأسواق وحركة البيع والشراء وانتشار اعمال النهب والسلب وإنقطاع الخدمات الضرورية من كهرباء وانترنت خرجت من الخرطوم صوب الحدود الشرقية ومنها الي دولة إثيوبيا”.

واكدت علي ان اختيار اللجؤ ومغادرة الديار قرار صعب ، ولكن لا مفر منه في ظروف الحرب. وقالت ” خرجت من اجل الحصول علي حياة آمنة لابنائي وتعليم جيد والرعاية الصحية والحصول علي الغذاء والدواء ونامل في الوصول الي سلام دائم حتى نتمكن من العودة إلى الديار” . ويعيش آلاف اللاجئين السودانيين في معسكر ادري بدولة تشاد ، بعد ان هربوا اليها نتيجة الانتهاكات الواسعة لميليشيا الدعم السريع باقليم دارفور.

وقال نصر الدين احمد ادم خاطر وهو من أبناء الجنينة (حي الجبل) ” خرجت الي المعسكر منذ الهجوم علي الجنينة والاعتداء علي الجميع داخل البيوت”. واضاف ” تم قتل الشيوخ والشباب والأطفال وقد أصبت في ذلك الهجوم برصاص في الرجل من الخلف وتم علاجي ولكن سببت لي الإصابة عدم القدرة علي المشي “. ومن جانبها تحدث الطبيبة مواهب يونس المسؤلة عن القطاع الطبي في معسكر (ادري) الشمالي تحدثت عن الأدوية التي تم استلامها من مبادرة (انقذوا الجنينة) خلال الفترة الماضية وعدد الحالات والمطلوبات والوضع الصحي الحالي في المعسكر. وقالت الوضع الحالي في المعسكر محتاجين علي الاقل الي الرعاية الصحية الأولية عيادة او مركز صحي حتي نستطيع معالجة الحالات البسيطة الأولية قبل التحويل”.

وتابعت ” لدينا حالات كثيرة لاسهالات وسط الأطفال، نزلات برد ، ملاريا خاصة مع دخول موسم الخريف،وحمي معوية” . وناشدت الجهات الخيرية ووزارة الصحة التشادية والدول الأخري بتقديم الدعم والمساعدة ، وقالت ” نمر بمرحلة حرجة جدا”. واشار الإعلامي والمحلل السياسي دكتور حمزة عوض الله الي جملة إشكالات وتحديات تواجه اللاجئين السودانيين . وقال في تصريح لسونا ” هناك اشكالية هامة وهي القدرة علي الموائمة المادية”. واضاف ” معظم الدول التي ذهب اليها اللاجئون السودانيون تعاني من اشكالية عدم

توفر فرص العمل ، حتي الاستثمارات فيها لابد ان تكون استثمارات كبيرة وعلي مستوي عالي ، وان الاستثمارات الصغيرة لا تجدي نفعا ، وهي صعبة في بلاد مكتظة بالسكان مثل اثيوبيا ومصر “. وابان ان اللجؤ يؤثر نفسيا واجتماعيا مما تتسبب في فجوة نفسية نتيجة القلق.وقال ” الآثار النفسية والاجتماعية للنزوح واللجوء معا تخلق حالة من الفجوة النفسية ، هذه الفجوة النفسية تتمثل في أن الإنسان في غير وضعه الطبيعي ، ثانيا يحتاج الي وقت للتعود ، والأخطر من كل هذا هو القلق ، بحيث يصبح الإنسان في حالة قلق دائم ولا يعرف متي ينتهي هذا الوضع الطارئ او الماساوي بالنسبة له”.

واضاف ” يكون هناك تفاوت حسب الضغوط التي يتعرض اليها النازح او اللاجئ، وفي حالتنا هذه كان هناك ظهور مفاجئ او اندلاع مفاجئ للحرب”. واجبرت الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023 الملايين علي الفرار من منازلهم، ليتوزعوا ما بين لاجئ في الدول المجاورة، او نازح في الولايات التي لم تشهد اشتباكات وتتمتع باستقرار. ووفقا لمنظمات دولية فان السودان يشهد أسوأ أزمة نزوح داخلي في العالم بما يزيد عن 6 ملايين نازح داخلي ، بالإضافة الي نحو مليوني لاجئ.

وقال مكتب الامم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية بالسودان (أوتشا) في احدث تقرير له ، ان السودان يعاني من أزمة إنسانية ملحمية. وتسبب النزاع المستمر في السودان ، في فرار نحو 8.8 مليون شخص من منازلهم وفقا لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أوتشا”. ونزح ما يقدر بنحو 6.8 مليون شخص قسرا داخل البلاد ، فيما عبر نحو مليوني شخص الحدود الي دول مجاورة منها جنوب السودان، تشاد، مصر واثيوبيا. وغيرها من الدول المجاورة والدول العربية والافريقية يحدوهم الامل فى سلام قريب وعودة حميدة.

سونا


انضم لقناة الواتسب

انضم لقروب الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.