عثمان ميرغني: المفاوضات بين من؟ و من ؟

يبدو حتى الآن أن وصول وفد الجيش إلى سويسرا (لم تحدد المدينة حتى الآن) بات قاب قوسين أو أدنى، وهو تقدم رائع يستحق عليه الجيش التحية، فمعركة السلام لا تقل بسالة عن المعارك العسكرية، والفوز في معارك التفاوض و السلام جائزته أكبر لأنه يوفر الدماء ويمنح الوطن والمواطن عبورا سريعا من حالة التشريد والدمار واليأس إلى الاستقرار والأمان والتفاؤل بالمستقبل.

صحيح أن التأخر في اتخاذ قرار المشاركة في مفاوضات سويسرا أضاع زمنا ثمينا كنا في أمس الحاجة إليه – كما شرحت لكم في عمود سابق- فالمفاوضات مثل الامتحانات والانتخابات، لا تعتمد على ما يدور في القاعة فقط، كما لا تعتمد الانتخابات على يوم الاقتراع وحده، بل تتطلب المفاوضات تحضيرا مدروسا بعناية، قد يكون من ضمنه اجراءات تتخذ و تفاهمات مع عدة أطرافقبل الوصول إلى سويسرا.

مفاوضات سويسرا ليست بين الجيش والدعم السريع كما يعتقد معظم المتابعين، لا.. هي مفاوضات بين الدولة السودانية والمجتمع الدولي.. ومن هنا يجب أن تنبع رؤية وفد الجيش المفاوض.

عثمان ميرغني
صحيفة التيار

Exit mobile version