الموت والمرض والجوع يجتاحون منطقة البراري في الخرطوم.. ومُناشداتٌ للأمم المتحدة والحكومة بضرورة الإعانة العاجلة

أمراض وحميات وأوضاع صحية متردية والجوع ونقص في المواد الغذائية”، كل ذلك بات يُحاصر أهل البراري في الخرطوم في الفترة الحالية.

وظهرت في الآونة الأخيرة شكاوى من سكان منطقة البراري تتمثل في تفشي الإصابة بالحميات والتي شخصت اجتهادا بأنها ملاريا – اجتهاداً نسبة لعدم وجود أجهزة المعامل المختصة التي تساعد في تشخيص المرض – وبدأ المرضى في تناول أدوية الملاريا المتاحة، إلا أنهم لم يتماثلوا للشفاء بل ازداد الوضع تأزماً بعد أن بدأت حالات الوفيات في ازدياد مرعب إلى أن وصل مرحلة أن يكون في تشييع الجثمان وقبره عدد لا يتجاوز الثمانية أشخاص، حيث أن الجميع مرضى وحتى المشيعين تعاني أجسادهم النحيلة من أعراض المرض ولا يستطيعون حمل الجثمان إلا إذا وجدت وسيلة لنقله إلى المقابر.

يقول الأطباء من أبناء البراري بالخارج؛ وحسب متابعتهم مع الأهل فإنهم يُرجِّحون أن المرض الذي انتشر في المنطقة هو حمى الضنك.

في وقت صار الوضع البيئي كارثياً للغاية، خصوصاً مع فصل الخريف وانعدام المبيدات اللازمة لمكافحة نواقل الأمراض.

جهود كبيرة ومقدرة يقوم بها أبناء البراري بالخارج، حيث تكاتفوا وتكافلوا كعادة الأهل في بري الأصالة لشراء الأدوية لذويهم الذين لم يتمكنوا من الخروج من المنطقة، إلا أنهم عاجزون تماماً عن إيصال المساعدات من أدوية ومواد غذائية وإدخالها المنطقة خوفاً من أن تتخطفها أيدي جنود مليشيا الدعم السريع المغتصبة، الذين قاموا منذ عدة أشهر باحتجاز أحد أبناء المنطقة وهو في طريقه لشراء بعض المواد الغذائية للأهل، حيث قاموا بأخذ المال منه وطالبوا بالفدية مقابل إطلاق سراحه.

أهالي المنطقة وجهوا دعوة عبر للأمين العام للأمم المتحدة أنتوني غوتيريش وإلى المنظمات الدولية بضرورة إيجاد حلول عاجلة لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية والعلاجية لمنطقة البراري في أقرب وقت.

واستنكر أهالي المنطقة عدم تسليط الضوء على معاناتهم من قبل أي جهة دولية أو محلية أو إعلامية، وطالبوا الدولة بإسقاط مظلي للمنطقة يتضمن أدوية وفيتامينات وبعض المواد الغذائية حتى يتمكنوا من إسعاف مئات المرضى من خطر الموت المحقق الذي يُخَيِّم في سماء المنطقة.

Exit mobile version