الولايات المتحدة وعدت برفع العقوبات عن السودان وطرحت أربعة مطالب

أعلن السيد مساعد رئيس الجمهورية، المهندس إبراهيم محمود، خلال لقاء مع رؤساء التحرير وقادة الأجهزة الاعلامية، تم ترتيبه على عجل، إن الولايات المتحدة، وعدت برفع العقوبات عن السودان، وطرحت أربعة مطالب تشمل (وقف الحرب، والتعاون لإحلال السلام في جنوب السودان، ومكافحة الإرهاب، ومحاربة الهجرة غير الشرعية)، السيد مساعد الرئيس قال، (وبالمقابل طرح السودان أربعة مطالب)، السيد مساعد الرئيس، أعلن مطالب الولايات المتحدة لرفع العقوبات عن السودان، وقدم أربعة مطالب لم يعلن عنها، فلماذا؟ بالنظر إلى مطالب الولايات المتحدة، نجدها تتسق مع القانون الدولى ومع الوضع الطبيعي لأيّ دولة، وهي واجبات حكومة السودان بحكم عضويتها في الأمم المتحدة، وهذه المطالب وما يتصل بها من اجراءات، عبارة عن أعمال طبيعية تقوم بها الدول طوعاً لا كرهاً.
الحكومة السودانية أعلنت مراراً، سعيها وإلتزامها بالعمل على (وقف الحرب، ومكافحة الإرهاب، ومحاربة الهجرة غير الشرعية، والتعاون لإحلال السلام في الجنوب)، وهي ذات المطالب التي طالبت بها الولايات المتحدة ، وأبدت الحكومة في غير ما مرة استعدادها (للتعاون لإحلال السلام في جنوب السودان)، إلا إنها تقول في ذلك، أن تعاونها يرتبط (بطرد الحركات المسلحة من جنوب السودان)، وربما تكون هذه المطالب الامريكية، واستعداد الحكومة لتنفيذها، مدخلاً يصب في خانة إحلال السلام في السودان وجنوب السودان، فالحكومة بالفعل منخرطة في البرنامج الأوروبي، لمحاربة الهجرة غير الشرعية و(الاتجار بالبشر) بدعم من الولايات المتحدة، ويُقال إن الحكومة قدمت شيك أبيض في مجال محاربة الارهاب، وليس صعباً أن تصل إلى تفاهمات في بقية المطالب.
بعيداً عن أيّ أوهام في (استغفال) الأمريكان أو غيرهم، فإن عمل الوقت أصبح قاتلاً، فالإدارة الأمريكية تبقت لها بضعة أشهر ويهمها تحقيق انجاز في ملف السودان وجنوب السودان، ولهذا فإن أيّ تقدم في الملف يساعد على دعم انتخاب، هيلاري كلنتون، وتحقيق اغلبية لحزبها، وهي الأمل الوحيد لاستمرار الإدارة الجديدة في إجازة القرارات الإدارية برفع العقوبات من الكونجرس، لذلك على الحكومة أن تُدرك أن ضياع هذه الفرصة يعني ضياعها لوقت طويل، وإذا كانت الحكومة جادة في (تجنيب البلاد إثارة الفوضى)، أو كما قال السيد إبراهيم محمود بأن (حكومته مستعدة لتقديم أيّ تنازلات أو مناصب ووظائف سياسية.. الخ)، فلا يضير الحكومة شيئاً إن وافقت على مطالب الولايات المتحدة (في إيقاف النزاعات الداخلية ومعالجة الإحتياجات الإنسانية وتحسين الاستقرار الإقليمي وتحقيق الحريات السياسية والمحاسبة والمصالحة)، كما ذهب إلى تفصيل ذلك المتحدث باسم الخارجية جون كيربي.
أما وقد أعلنت الولايات المتحدة مطالبها بنفسها وأكد ذلك السيد إبراهيم محمود، فما السبب في عدم إعلانه لشروطه الأربعة؟ وهل هناك فرق بين المطالب والشروط؟ السيد إبراهيم محمود، تحدث عن أربعة مطالب امريكية، ووضع أربعة شروط مقابلة لها.. فهل يعقل أن تقابل المطالب بشروط أم بمطالب مثلها؟ لماذا لا تعلن الحكومة شروطها الأربعة للرأي العام؟ وللحركة السياسية المعارضة وتتحدث مباشرة إلى من يعنيهم الأمر؟ أولى مؤشرات جدية الحكومة في أن تترك الغرف المظلمة وتعمل أمام الشعب في رابعة النهار، وإلا فلن يصدقها أحد فيما تقول، لا الأمريكان ولا أهل السودان.
الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.