◾الشهيد البشير عبد الله (ابوي)
بقلم : احمد الطيب البشير
اول شهيد في ولاية الجزيرة من استطاع ان يقتل و يجرح ثلاثة من المليشيات بسيفه يكمل عامه الاول ..
◾نحن والردى على قول رائعة صلاح أحمد إبراهيم:
ما الذي أقسى من الموت؟ فهذا قد كشفنا سرهُ واستسغنا مرهُ،
صدئت آلاتهُ فينا ولا زلنا نعافر.
ما جزعنا إن تشهّانا ولم يرضَ الرحيل.
وحده من فهم معية الردى وحتمية الرحيل، وآثر المجابهة والقتال، وقرّر أن يكون بإذن الله في معية الشهداء والصديقين عوضاً عنّا وزمرة النازحين. وحده وربّ إبراهيم من جهّز سيفه بنفسه، بدل البحث عن الطُرقات والمخرج الآمن لينجو بنفسه تاركاً أهله ودياره.
قرّر أن يقاتل بالسيف، موقناً بأنه مهما فعل فإنه حتماً سيموت، لأنه يجابه أعتى الأسلحة وأكثر الناس إسرافاً في القتل والدماء.
ليتك تعلم أبا عبد الله أننا لم نفهمها معك أولاً، ففُهِمناها غصباً عنّا وجزعنا وفزعنا وضاقت بنا الأرض بما رحبت، وتركنا أهلنا وديارنا.
وتمنّينا أن لو أجبناك بـ”حيّ على القتال”.
من قال إننا نسيناك لنذكرك في عام الرحيل؟ بل نتذكر الأيام لنفهم أن القتال لا يُنقص الأجل، وأن عكسه لا يُطيل العمر، وإن اتخذنا مأمناً وبروجاً.
أما أنت وصنيعك، فستظل فينا مُلهِماً وقصصاً وأُحدوثة نُحدث بها أجيالنا والقادمين:
“أبكَفّاً على الحركة ويقوم متسرّع
أبشارباً متل شوك الكِتر متزرّع
الفارس العلي سيف النصُر مِدرّع
حوض الكوثر المنّو البُخات بتكرّع”
نَم قرير العين أبا عبد الله، فأنت حيٌّ في نبضنا ومجالسنا، ومُلهِماً للنفس إن تغشاها الجُبنُ وحبُّ الحياةِ وذلُّ الخنوع.
نم ، فليتك عنّا راضٍ، فإنا وربّ إبراهيم عنك راضون.