بيان ناري للجميع من لجان مقاومة مدني في السودان

لجان مقاومة مدني:

نحن الأرض الشايلة بذورها
ونحن الإيد القامت تزرعْ
نحن سياد القول والسلطة
ونحن الشعب الما بتركَّـعْ

في الذكرى السادسة للملحمة الأسطورية التي خطّها شعبنا بالدماء والدموع في كل شوارع وحواري الوطن الجريح، تحايا الثورة والنضال لشعبنا المقدام معلم الشعوب ومايسترو ألياذة ديسمبر المجيدة، والمجد لشهداءها وجرحاها وكل من بذل دماً وعرقاً على طريق الخلاص.

تأتي الذكرى السادسة للثورة في ظل ظروف مأساوية تعد هي آخر كروت قوي الظلام وجنرالاتها ومليشياتها الدموية لوأد وتصفية ثورة ديسمبر المجيدة بعد صمودها الأسطوري في وجه مجزرة فض أعتصام القيادة العامة وبعد تماسك مد الحركة الجماهيرية في مواجهة أنقلاب الردة في 25 أكتوبر لاكثر من عام ونصف. حرب أستهدفت قوي الثورة الجماهيرية الحية قبل أستهداف أطرافها لبعضهم البعض وشردت الثوار من مواضع تنظيمهم بدوائر العمل والسكن وجعلتهم الهدف الاول للطرفين رغم قيامهم بمهام الدولة الفعلية بعد الحرب وتصديهم لكل فاتورة العمل الانساني القاسية، ووضوح مواقفهم قبل الحرب وبعدها وتمسكهم بشعارات الثورة ( العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) حينما كان رعاة الجنجويد هم كبار الجنرالات أنفسهم وكان سند الجنرالات هو المليشيا الارهابية التي تسفك دماء شعبنا في كل ربوع الوطن الأن.

تأتي ذكرى الثورة وولاية الجزيرة لا زالت منتهكة من فرط وحشية وهمجية المليشيات وتخاذل وانسحاب القوات النظامية وتقلب ولاءات المليشيات المحلية وتوافق جميع أطراف الصراع على التنكيل بإنسان الجزيرة وتجريفه وتشريده من أرضه خدمة لمصالح القوي الأقليمية والدولية التي تتطلع لأرض المشروع وأمكانياتها، وبمقابل ذلك ينكل بمواطني الولاية البسطاء في كارثة انسانية لا تقل سوءا عن مجازر الابادة في الجنينة وغيرها.

نحن في لجان مقاومة مدني وإذ نؤكد على موقفنا الثابت بضرورة تصنيف مليشيا الجنجويد كـ “مليشيا ارهابية” تنتهك وتروع المدنيين، وبضرورة محاسبة كبار الجنرالات وخروج الجيش من الحياة المدنية.

نضع الرسائل التالية في بريد القوي المحلية والدولية:

إلى جنود وضباط صف وصغار ضباط القوات المسلحة :

“عبوا ضراعكم يا رجالة وخلو بصركم دغري وسالم”
ذكري ومحبة الشهيد البطل محمد صديق في قلوب كل السودانيين توضح مكانة العسكريين الشرفاء المنحازين لشعوبهم وقسمهم في قلوب شعبهم، هذه أول مواجهة ينبغي ان يخوضها الجيش السوداني دفاعًا عن شعبه لا عن نظام أو سلطة من اي نوع، وأي تهاون في التصدي لقسمكم وانتمائكم للشعب أولاً وأخيرا لن يغفره لكم التاريخ ولا ذاكرة ووجدان شعب السودان. كتاب التاريخ لا يزال مفتوحاً وشعبكم ينتظر مواقفكم وأن تأخر مجيئكم.

إلى مليشيا الدعم السريع (الجنجويد):

لن ننسي لن نغفر، كل هذا الإرهاب الفاشي وحمامات الدم والمجازر والانتهاكات والاغتصابات ستبقي في ذاكرة أنسان الجزيرة للأبد، ولن نتسامح مع اي معطي سياسي يبقي علي إرث الافلات من العقاب، وأن تماهت النخب والمجتمع الدولي مع معطيات مشابهة فلنا آلياتنا الخاصة التي نضمن بها حقوق كل من نكل بهم من أبناء الولاية.

الى الإستخبارات العسكرية :

مواقفنا كانت ولازالت أكثر سطوعاً قبل الحرب وبعدها، صنفنا الدعم السريع (الجنجويد) مليشيا أرهابية قبل سلطة الأمر الواقع التي تخدمونها نفسها، وطالبنا بحلها حينما كان قادتكم هم سدنتها ومتملقيها ومن يؤدون لها التحية العسكرية، تصفية وأعتقال الثوار ولجان المقاومة تحت ادعاءات تعاونهم مع الجنجويد دعابة سمجة لن تنطلي على أحد ولا تفعل شيئا سوي توضيح حقيقة موقفكم المضاد للثورة نفسها لا المليشيا ومن يقف خلفها، ارفعوا اياديكم عن عضوية لجان المقاومة وعبث تدبيج التهم لهم لان فاتورة ذلك ستكون غالية جدا عليكم وتركتها السياسية أسوء ولا عذر لمن أنذر.

إلى مليشيا البراء بن مالك :

ثورة ديسمبر باقية وهي التي اسقطت نظامكم الفاشي ، فان الحرب التي صنعها اربابكم ستعود عليكم وتجتث اخر ما تبقى من نظامكم ونحن ننظر الي انقساماتكم والتناحر الذي بينكم من اجل السلطة وقد قلناها ونظامكم في اشد جبروته لن تحكمونا ،والمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية إلى مزبلة التاريخ هكذا كانت شعارات ثورة ديسمبر المجيدة وما زلنا متمسكين بها.

إلى ابوعاقلة كيكل:

من خان لايؤتمن فانت من أدخلت المرتزقة إلى ولاية الجزيرة وإلى اهلك فـ اغتصبوا النساء وقتلوا وشردوا ونهبوا امام عينيك بل تحت قيادتك وامرتك فإنسان الجزيرة ليست له ذاكرة سمكية للنسيان ظلننا نقولها لك مرارا وتكرارا لن ننسي ولن نغفر “والتار ولد” لك ولكل من تعاون مع هذه المليشيا البربرية وإنا غداً لناظره لقريب.

إلى تنسيقية القوي الديموقراطية المدنية (تقدم) :

لا يزال أعلان أديس أبابا الموقع مع مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) رغم إخلالها بكل بنوده وإصراركم على التمسك به هو “قميص الدم” الكالح الذي ترتدونه ويقف بيننا وبينكم، ولا زال هو اتفاق التماهي مع دماء مواطني الجزيرة وبقية السودانيين والحاجز النفسي بينكم وبين كل فئات الشعب السوداني والذي ستدفعون فاتورته في أقرب عمل جماهيري او إنتخابات تخوضونها، باب العودة الى جادة الصواب لا يزال مفتوحا ولن يظل كذلك للأبد. نناشد من تبقي على مبادئ الثورة منكم بالعمل على عودتكم لجادة الصواب والانحياز لمصالح الشعب ومعاناته قبل ان تصل القطيعة النفسية بينكم وبين شعبكم لمرحلة فاتكم القطار.

إلى القوي الإقليمية والدولية الداعمة والممولة للحرب:

لن ينسي شعب السودان مواقف كل من مول ونسق ودفع فاتورة الرصاص والقذائف التي رميت على بيوته وصدور أطفاله، سيكتب التاريخ أدوار الجميع وستحفظها ذاكرة ووجدان الشعوب للأبد، سيتوقف الخراب والتدمير والموت المجاني يوماً ما، ولكن جرائم الحرب بالوكالة لن تسقط بالتقادم وستظل هي وسندتها حاضرين دوماً في اذهان شعوب العالم الحرة، وستدفع الأنظمة والشعوب المتماهية معها فاتورة ذلك عاجلاً أم اجلاً وكما تدين تدان، حياة الشعوب أثمن من الذهب والموارد والمواني، ودماء الضعفاء والاطفال الابرياء هي من ستعري أمام الجميع كل المواقف والشعارات الزيف.
ختاماً نؤكد على أن الثورة باقية ومستمرة ومنتصرة مهما كانت الظروف ، ستنهض من بين رماد الحرب والدموع، لا زالنا باقين ولا زال للحلم بقية.
تحيا الثورة والمجد للشهداء


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.