استمرار صادر الذهب إلى الإمارات – الأسباب والحقائق

كشف وزير المالية د. جبريل إبراهيم، في لقاء صحفي أُجري اليوم الثلاثاء، عن الأسباب الجوهرية التي تجعل صادرات الذهب السوداني تستمر في التدفق إلى السوق الإماراتي، مُسَلّطًا الضوء على الجوانب الاقتصادية والتجارية التي تحكم هذا الملف الحيوي للاقتصاد الوطني.

إنتاج الذهب في السودان: ملكية خاصة وتحديات هيكلية

أوضح الوزير أن 80% من إنتاج الذهب في السودان يُهيمن عليه القطاع الخاص، وهو ما يخلق ديناميكية مختلفة في إدارة هذا المورد الحيوي. فالقطاع الخاص غالبًا ما يركز على تحقيق أرباح سريعة ومستدامة، مما يدفعه للبحث عن أسواق توفر شروطًا ملائمة وآمنة للتصدير. وفي ظل غياب سيطرة الدولة المباشرة على هذه النسبة الكبيرة من الإنتاج، تصبح عملية التوجيه نحو أسواق بديلة أمرًا بالغ التعقيد.

السوق الإماراتي: ملاذ آمن للمصدرين السودانيين

تحدث د. جبريل إبراهيم عن الدور الذي يلعبه السوق الإماراتي، والذي يتميز بتقديم دفع مقدم وضمانات تجارية مغرية للمصدرين. هذه العوامل تجعل الإمارات وجهة مثالية لتصدير الذهب، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة في السودان. كما أن الإمارات تُعد مركزًا عالميًا لتجارة الذهب، مما يُسهل عمليات البيع ويضمن حصول المصدرين على عوائد سريعة.

غياب الأسواق البديلة: تحديات قصيرة الأجل

أكد الوزير أن إيجاد أسواق بديلة لتصدير الذهب ليس بالأمر السهل في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب بنية تحتية تجارية قوية وعلاقات اقتصادية ممتدة. الأسواق البديلة تحتاج إلى سنوات من العمل الدبلوماسي والتجاري لبنائها، وهو ما يفتقر إليه السودان في هذه المرحلة.

الرؤية المستقبلية: بين التحديات والفرص

رغم أهمية السوق الإماراتي، إلا أن استمرار الاعتماد عليه يُثير تساؤلات حول الاستراتيجية الاقتصادية للسودان على المدى البعيد. الحاجة ماسة إلى تنويع الشركاء التجاريين، وتطوير قطاع التعدين ليصبح أكثر تنظيمًا واستفادة من العائدات لصالح التنمية المستدامة.

ختامًا، تسلط تصريحات وزير المالية الضوء على التحديات الهيكلية التي تواجه السودان في إدارة أحد أهم موارده الاقتصادية. ورغم المزايا التي يقدمها السوق الإماراتي، تبقى الحاجة إلى رؤية اقتصادية بعيدة المدى ضرورة لا غنى عنها لضمان استقرار وازدهار هذا القطاع الحيوي.

 

سودافاكس


إنضم للواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.