“قاعدة روسية جديدة على حدود السودان وليبيا: خطوة استراتيجية تقلب موازين المنطقة”
تقارير تكشف التوسع الروسي في إفريقيا
أفادت تقارير من منصات عالمية متخصصة بمتابعة التمدد الروسي في القارة الإفريقية بأن موسكو بدأت في بناء قاعدة جوية جديدة على الحدود بين السودان وليبيا. هذه الخطوة تأتي في سياق مساعٍ روسية متزايدة لتعزيز نفوذها العسكري والجيوبوليتيكي في المنطقة، التي تشهد تنافسًا محمومًا بين القوى الكبرى.
صور الأقمار الصناعية تكشف الحقيقة
حساب “ConflictX”، المعروف بتحليلاته الجيوسياسية الدقيقة، نشر صور أقمار صناعية تظهر عملية بناء قاعدة عسكرية روسية في جنوب شرق ليبيا. الصور تظهر تفاصيل لوجستية ومرافق تحت الإنشاء، ما يشير إلى أن روسيا تستثمر موارد كبيرة في هذا المشروع. اختيار هذا الموقع ليس عشوائيًا، بل هو مدروس بعناية ليتيح لموسكو موقعًا استراتيجيًا قريبًا من السودان وتشاد، إضافة إلى قربه من الحدود المصرية، ما يعزز قدرتها على مراقبة وتأمين مصالحها في المنطقة.
موقع استراتيجي في قلب الصحراء
الموقع الذي تم اختياره في الصحراء الليبية يتميز بقربه من تقاطع حدود ثلاث دول هي السودان، تشاد، ومصر، ما يمنح روسيا نقطة ارتكاز حيوية للتحكم في ممرات تجارية وعسكرية مهمة. كما أن قرب القاعدة من المناطق الغنية بالموارد الطبيعية في إفريقيا يجعلها مركزًا لوجستيًا يمكن من خلاله دعم عمليات عسكرية أو اقتصادية موسعة.
القاعدة الجوية الجديدة ضمن شبكة قواعد روسية
القاعدة الجديدة ليست منفصلة عن التحركات الروسية السابقة. إذ أن موسكو تمتلك بالفعل قواعد جوية وبحرية متعددة في شمال ووسط ليبيا. هذه الشبكة من القواعد تعزز قدرتها على إدارة عمليات عسكرية واسعة النطاق، وتتيح لها مراقبة مناطق حساسة مثل البحر المتوسط وشمال إفريقيا.
إعادة تموضع القوات الروسية
تقارير سابقة أشارت إلى أن روسيا بدأت في إعادة تموضع قواتها من سوريا نحو إفريقيا والبحر المتوسط. عمليات النقل الجوية المتواصلة باستخدام طائرات النقل الضخمة مثل An-124 وIl-76 من قاعدة “حميميم” في سوريا إلى قاعدة “الخادم” في ليبيا تعكس استراتيجية جديدة لموسكو. يبدو أن هذه التحركات تهدف إما لتعزيز وجودها العسكري في إفريقيا أو التمهيد لخطوة أكبر تسعى من خلالها إلى تغيير موازين القوى في المنطقة.
تعزيز النفوذ أم خطوة نحو المستقبل؟
بينما يرى بعض المحللين أن الخطوة الروسية تعزز نفوذها في إفريقيا، يذهب آخرون إلى أنها قد تكون مقدمة لتحرك أكبر، ربما يتعلق بمواجهة النفوذ الغربي في المنطقة أو استباق صراعات قادمة حول الموارد والطاقة.
روسيا، التي تعود بقوة إلى الساحة الدولية، تثبت مرة أخرى أنها لن تتراجع عن مساعيها لإعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية، وهذه القاعدة الجوية الجديدة ليست سوى جزء من استراتيجية أوسع.
سودافاكس