انخفاض أسعار المياه في بورتسودان
شهدت بورتسودان، الواقعة على ساحل البحر الأحمر، انخفاضًا كبيرًا في أسعار المياه، حيث تراجع سعر “جوز الماء” من 1200 جنيه إلى 500 جنيه فقط. آدم محمد، بائع المياه الذي يستخدم عربة الكارو لتوزيع المياه، أكد في تصريحاته أن هذا الانخفاض جاء بعد دخول فصل الشتاء، الذي قلل من الطلب على المياه بشكل ملحوظ.
سد أربعات وإصلاح الشبكات
آدم أشار أيضًا إلى أن عودة سد أربعات للعمل وتوفر المياه منه ساهمت بشكل كبير في انخفاض الأسعار. شبكات المياه التي تغذي أحياء رئيسية مثل سلالاب وحي المطار عادت إلى العمل جزئيًا، مما خفف من الاعتماد على المياه المنقولة عبر العربات الكارو. هذا التحسن في إمدادات المياه أعطى المواطنين متنفسًا بعد شهور طويلة من الاعتماد على الموردين بأسعار مرتفعة.
تأثير النزوح العكسي على الطلب
على الجانب الآخر، يرى أحمد محمود، أحد سكان المدينة، أن العامل الرئيسي لانخفاض أسعار المياه هو عودة مئات النازحين إلى ديارهم في ولايات مثل سنار وأم درمان. هذا النزوح العكسي خفف الضغط على موارد المياه في بورتسودان، مما أدى إلى تراجع سعر برميل الماء من 8000 جنيه إلى 3000 جنيه فقط.
الشتاء والفرج المؤقت
فصل الشتاء لعب دورًا محوريًا في تقليل استهلاك المياه، إذ أن انخفاض درجات الحرارة قلل من الاحتياجات اليومية. المواطنون، الذين عانوا طيلة أشهر الصيف من شح المياه وارتفاع الأسعار، باتوا الآن يستفيدون من هذا التحول المؤقت في السوق.
أفق جديد للأزمات المائية
رغم الانخفاض الحالي في الأسعار، تظل مسألة المياه في بورتسودان مرتبطة بتحديات أعمق. الحلول المؤقتة التي تعتمد على سد أربعات وشبكات المياه بحاجة إلى تطوير مستدام، يضمن عدم عودة الأزمة مع انتهاء فصل الشتاء أو ازدياد عدد السكان في المدينة مجددًا.
التغير في سوق المياه يقدم بارقة أمل للمواطنين، لكنه يسلط الضوء على أهمية الاستثمار في البنية التحتية للمياه لضمان استدامة الموارد في وجه الأزمات المناخية والإنسانية.
سودافاكس