تقرير كولمبي : الإمارات تدفع 3000 دولار شهريا لمرتزقة يقاتلون مع المليشيا في السودان

سودافاكس ـ قالت صحيفة ” لا سيلا فاسيا” و هي منصة اخبارية كولومبية مستقلة تعني بالتحقيقيات الصحفية المعمقة و تحليل القضايا السياسية والاجتماعية، عن حصول المرتزقة الكولمبيون الذين تدفع بهم دولة الإمارات للقتال بجانب مليشيا الدعم السريع الإرهابية للحرب في السودان على راتب شهري يتراوح بين 2500 و3000 دولار أمريكي،للفرد و هو مبلغ كبير مقارنة بما قد يكسبونه في كولومبيا بعد التقاعد.
إضافة إلى ذلك فإنهم ، يُوقّعون عقوداً تمتد لستة أشهر، ويُوعدون بمكافأة إضافية تصل إلى حوالي 10,000 دولار عند انتهاء مدة العقد، شريطة البقاء على قيد الحياة واكمال المهمة في السودان وتعتبر. العروض المالية مغرية للغاية، خاصة لمن يعانون من ضائقة مالية، لكنها تأتي مقابل مخاطر جسيمة. فالمرتزقة يواجهون ظروفاً قاسية، مثل هجمات الطائرات الحربية و الطائرات المسيرة، ونقلت الصحيفة عن تسجيل خسائر بشرية فادحة في صفوف المرتزقة في أكتوبر 2024، إلى جانب إصابات خطيرة.
و أبرزت الصحيفة خلال المقال الذي حمل عنوان ” ذئاب الصحراء..هكذا يعمل المرتزقة الكولمبيون في السودان” الدور المحوري الذي تؤديه الإمارات العربية المتحدة في عمليات توريد المرتزقة الكولومبيين لصالح مليشيا قوات الدعم السريع في السودان من خلال شركة “جي إس إس جي” الإماراتية التي يقع مقرها في دبي.تعمل هذه الشركة بالشراكة مع شركة كولومبية تُدعى “إيه فور إس آي”لتجنيد المقاتلين الكولومبيين المتقاعدين للقتال إلى جانب “مليشيا قوات الدعم السريع” في الحرب الأهلية السودانية. وتتم إدارة هذه العملية من ديي بقيادة العقيد الكولومبي المتقاعد ألفارو كيخانو المقيم هناك.
و بحسب المقال اصبحت الإمارات مركزاً لوجستياً وتنظيمياً وماليا أساسياً لعمليات هولاء المرتزقة. وبعد انكشاف وجود المرتزقة الكولومبيين في السودان، تغيرت مسارات سفر المرتزقة الي السودان. فيتم ارسالهم الي عدة دول بعد احضارهم الي الامارات قبل تجميعهم في السودان لتجنب الأنظار.
و نقلت الصحيفة عبر المقال ” أن عملية استقطاب هؤلاء الجنود المتقاعدين تتم بشكل منظم و مدروس عبر تعاون بين الشركتين المذكورتين.
تبدأ العملية في كولومبيا، حيث تستهدف “إيه فور إس آي” الجنود المتقاعدين من الجيش الكولومبي، و هم غالباً أشخاص يمتلكون خبرة عسكرية واسعة لكنهم يعانون من ظروف اقتصادية صعبة بعد ترك الخدمة.
يتم التواصل معهم عبر شبكات غير رسمية أو وسطاء محليين، و يُعرض عليهم العمل كفرصة لتحسين أوضاعهم المادية.
ثم يتم التوقيع على بند السرية مع شركة مجموعة خدمات الأمن العالمية، و هي شركة إماراتية معتمدة من الدولة.
لكن العقد الذي يتم توقيعه هو لتوفير خدمات امنية في البنية التحتية النفطية لدولة الإمارات العربية المتحدة في الشرق الأوسط أو أفريقيا.
فضيحة تمويل المليشيا.. السودان يكشف تورط كينيا والإمارات
بعد التوقيع، يتم نقلهم إلى دبي، حيث تتولى “جي إس إس جي” التنسيق النهائي للعملية، بما في ذلك تدريبهم وتجهيزهم للقتال من هناك، يُرسلون إلى السودان عبر مسارات متغيرة لتفادي الرصد الدولي، مثل المرور بأربيل في العراق، أو بن غازي في شمال ليبيا أو عبر مسار يشمل الذهاب إلى مدريد، ثم المغادرة إلى إثيوبيا من هناك يمرون إلى ميناء رئيسي في الصومال يسمى بوساسو، ثم يطيرون إلى انجمينا، عاصمة تشاد حيث تستلمهم مليشيا قوات الدعم السريع ثم يتم تجميعهم في مدينة نيالا بإقليم دارفور قبل توزيعهم على جبهات القتال.و يشرف على العمليات الميدانية ضابطان كولومبيان متقاعدان، لضمان الانضباط العسكري و التنفيذ الدقيق للمهام وهما القائد الأول للكتيبة: إيفان داريو كاستيلو رودريغيز و الثاني هو جون خايرو موندول دوكي و الأخير بحسب شهادة الجنود العائدين يقود بنفسه العمليات في الفاشر.
الرئيس الكولومبي يعلق على وجود مرتزقة من بلاده في السودان
و تكشف هذه العملية عن شبكة معقدة تجمع بين الخبرة العسكرية الكولومبية و الدعم اللوجستي و المالي الإماراتي، مع استهداف فئة محددة من الجنود الذين يُغريهم العائد المالي رغم المخاطر الهائلة.
و أفاد أحد الجنود الذين عادوا إلى كولومبيا بعد فترة قتاله في دارفور بوجود مرتزقة روس تابعين لفاغنر، و هي مجموعة من المرتزقة أيضا يقاتلون في صفوف المليشيا في دارفور.
سونا