ماذا يحدث في جنوب السودان .. إليكم التفاصيل

يشهد جنوب السودان موجة جديدة من التوترات مع اندلاع اشتباكات عنيفة في بلدة الناصر بين القوات الحكومية ومليشيات محلية، في الوقت الذي شهدت فيه العاصمة جوبا تطورات خطيرة شملت اعتقال قيادات عسكرية بارزة ومحاولة فاشلة للقبض على مسؤول استخباراتي سابق. هذه الأحداث تهدد الاستقرار الهش في البلاد وتثير تساؤلات حول مستقبل اتفاق السلام.
اشتباكات دامية في الناصر
اندلعت مواجهات مسلحة في منطقة الناصر بولاية أعالي النيل بين الجيش الحكومي ومجموعة مسلحة تُعرف باسم “الجيش الأبيض”، والتي تتكون من شبان ينتمون إلى قبائل النوير ولها تاريخ في النزاع السابق مع الحكومة.
وبحسب تقارير إعلامية، استخدمت القوات الحكومية أسلحة ثقيلة ومدرعات في محاولة للسيطرة على البلدة، بينما رد المسلحون بعنف، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. ولا تزال حصيلة القتلى غير واضحة، لكن السكان المحليين فروا من منازلهم وسط مخاوف من استمرار القتال.
تأتي هذه المواجهات في ظل تصاعد التوترات السياسية، حيث تتهم المعارضة المسلحة الحكومة بانتهاك اتفاق السلام، بينما تؤكد الحكومة أن عملياتها تهدف إلى القضاء على التمردات غير الشرعية وإعادة الاستقرار إلى المناطق المضطربة.
اعتقال جنرال بارز في جوبا
في العاصمة جوبا، اعتقلت قوات الأمن جنرالا مقربا من زعيم المعارضة رياك مشار، في خطوة أثارت مخاوف حول مستقبل اتفاق السلام. ووفقًا لتقارير إعلامية، لم تصدر السلطات أي بيان رسمي بشأن دوافع الاعتقال، لكن مصادر رجحت ارتباطه بتصاعد التوتر بين الحكومة وحركة المعارضة المسلحة التي يقودها مشار.
ويخشى أنصار المعارضة أن يكون هذا الاعتقال جزءًا من محاولة لتقويض نفوذ مشار في الجيش وإضعاف المعارضة قبل الانتخابات المرتقبة.
إطلاق نار عقب محاولة اعتقال مسؤول استخباراتي سابق
شهدت جوبا تصعيدًا أمنيًا آخر مع اندلاع تبادل لإطلاق النار عقب محاولة قوات الأمن اعتقال رئيس جهاز المخابرات السابق. ووفقًا لمصادر محلية، واجهت العملية مقاومة مسلحة من قوات موالية للمسؤول السابق، مما أدى إلى اندلاع مواجهات في شوارع العاصمة وأثار حالة من الذعر بين المدنيين.
تعكس هذه الحادثة التوترات داخل الأجهزة الأمنية، حيث تشير بعض التقارير إلى وجود انقسامات داخل المؤسسة العسكرية، مما قد يؤدي إلى تمردات داخلية تزيد من هشاشة الوضع الأمني في البلاد.
مستقبل اتفاق السلام في ظل التصعيد المستمر
مع اقتراب الانتخابات المقررة في أواخر 2025، تثير هذه التطورات مخاوف جدية بشأن قدرة الحكومة والمعارضة على الالتزام باتفاق السلام. ويخشى محللون من أن استمرار أعمال العنف والاعتقالات السياسية قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات أو حتى انهيار الاتفاق، مما قد يعيد البلاد إلى دوامة الصراع المسلح.