كاتب سوداني : فلول المليشيا الهاربة تعيث فساداً في ريف أم درمان الجنوبي

سودافاكس ـ يعيش مواطنو ريف أم درمان الجنوبي، هذه الأيام، أوضاعاً بالغة الصعوبة، بعد أن اندفعت أعداد هائلة من فلول المليشيا الهاربة من أحياء الخرطوم المحررة متجهين غرباً، عبر جسر خزان جبل أولياء، ليتدفقوا إلى تلك القرى، وهم في حالة مزرية و شديدة البؤس، و يسببوا حالة من الذعر وسط المواطنين، بسبب الفوضى التي نشروها، و عمليات السلب والنهب واحتلال البيوت التي مارسوها، خاصة في قرى الصالحة و ما جاورها.
و الخميس الماضي جفت الأسواق المحلية من الخبز ومن الطعام، حيث اندفعت تلك المجاميع الجائعة تقتحم المخابز، وتأخذ الخبز قسراً بدون مراعاة للمواطنين المصطفين للحصول على نصيبهم اليومي البسيط، فيما تعرض عدد من أصحاب المخابز للضرب ونهب إيراداتهم المالية و هواتفهم الذكية، وتعرض بعضهم للتهديد، مما أغلب تلك المخابز إلى أبوابها صباح الجمعة، وكذلك فعل كثير من أصحاب المتاجر.
و تعرض العديد من المواطنين للسلب والنهب أثناء عودتهم من الأسواق، بعد شراء حاجياتهم اليومية الضرورية، من قبل المتفلتين من أفراد المليشيا، والذين لم يتورعوا عن إطلاق النار على كل من يبدي مقاومة كيف كانت!.
و يقول آدم و هو صاحب ركشة أصيب بطلق ناري في أسفل ساقه، إنه تعرض لمحاولة سلب من مسلحين من فلول المليشيا، أثناء عودته مع زبون له يحمل بضائع، حيث أوقفه لهم ثلاثة من المليشيين المسلحين مترادفين على ظهر دراجة نارية، وحاولوا سلب البضاعة التي معهم، و لكن آدم وزبونه رفضا الانصياع لتهديدهم وحاولا المقاومة بما توفر لهما من سلاح يديوي تمثل في عصا وعمود حديدي، وإزاء ذلك لم يتورع أحد المليشيين في إطلاق عيار ناري على ساق آدم، ولكنهم انصرفوا دون يتمكنوا من أخذ شيء.
وحكى مواطنون آخرون أن السيارات القتالية كانت توقف المواطنين، ليقوم المليشيون الذين على ظهرها، بنهب هؤلاء المواطنين العزّل وسلب أموالهم وبضائعهم، ومن يقاوم منهم كان يقومون باعتقاله على الفور والرمي به إلى ظهر السيارة القتالية، ثم لا يدري أحد ما يحل به بعد ذلك!.
و في ظاهرة جديدة، على المنطقة، تعرض عدد من محولات الكهرباء، لعمليات سطو من نوع غريب، حيث تم تفريغ خزانات زيت التبريد في تلك المحولات، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء عديدة من أحياء صالحة وهجيليجة وجادين.. وبحسب بعض المواطنين، فإن المليشيين يستخدون ذلك الزيت شديد اللزوجة كبديل لزيت محركات السيارات، ليتمكنوا من مواصلة رحلتهم للفرار، وأنه غالباً ما يتسبب هذا الزيت في إعطاب محركات السيارات، لأنه لم يتم تصنيعه لهذا النوع من المحركات.
و حكى مواطنون آخرون أن فلول المليشيين الفارين من معارك الخرطوم، استولوا على عدد من بيوت المواطنين، وفي كثير من الحالات، كانوا يقتحمون الدار ويخرجون سكانها منها عنوة، ويحطون فيها رحالهم، إلى حين مواصلة رحلة فرارهم غرباً.
مواطنوا الريف الجنوبي، يشعيون معناة حقيقية، وفي الوقت الذي تنفس فيها سكان أحياء الخرطوم، والخرطوم بحري وشرق النيل الصعداء، بعد هروب المليشيا وإخلائها منازلهم، عقب الانتصارات الباهرة التي حققها الجيش السوداني، يتطلع مواطنوا الريف الجنوبي إلى اليوم الذي تتقدم فيه جحافل الجيش السوداني إلى مناطقهم و قراهم، لتحررها وتخلصهم من معاناة، وإذلال عاشوه طيلة عامين منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل من العام 2023م.

أحمد غباشي



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.