أدخل الرعب في صفوف التمرد.. متحرك الصياد مارد يتجول في الفيافي

سودافاكس ـ لا تزال المعلومات شحيحة للغاية حول متحرك الصياد ، الذي توجه لتحرير دارفور، منطلقا من مدينة الأبيض، دون تحديد وجهته، هل هي لفك الحصار عن الفاشر أم لتحرير الفرقة 20 بالضعين أم الفرقة 16 نيالا، و أين هو بالضبط بعد ظهوره الأخير قرب الدبيبات، و هو أمر مقصود، لكن المؤكد أنه يضم فرقا عسكرية كاملة بداخله.

المارد الذي نجح في فك الحصار عن الأبيض و انطلق نحو أراضي دارفور، أحدث رعبا كبيرا وسط قيادات وعناصر المليشيا، ففي الضعين على سبيل المثال وبحسب مصادر واسعة الإطلاع فإن قيادات مليشيا الدعم السريع أجلت أسرها إلى دولة جنوب السودان، بجانب هروب إدارات أهلية وقيادات عسكرية نحو ذات الدولة، بينما لجأت قيادات أخرى لحفر خندق حول مدينة الضعين، بالتركيز على الجهة المفترض أن يهاجم منها متحرك الصياد المدينة.

خبراء رجحوا أن يدخل متحرك الصياد مدينة الضعين دون قتال، حيث ستلجأ قيادات الإدارة الأهلية إلى تسليم المدينة للجيش، سيما بعد فشل الدعم السريع في ضبط الأمن داخل الضعين، التي تشهد انفلاتا أمنيا غير مسبوقا، مشيرين إلى أن القيادات الأهلية الخانقة على الدعم السريع سيرتفع صوتها مع اقتراب الجيش وسيكون لها دور في إنهاء الوضع الشاذ في المدينة وتسليمها للجيش، سيما وأن إدارات أهلية كانت موالية للمليشيا بحكم الأمر الواقع وفقا لمصادر داخل الضعين.

ترتيبات في نيالا:

و لأن وجهة متحرك الصياد باتت مجهولة حتى لاستخبارات المليشيا، فإنها لجأت لترتيبات أخرى في مدينة نيالا على غرار ما فعلته في الضعين، مع زيادة في عمليات التأمين، حيث لجأت المليشيا لحفر خندق حول مطار نيالا، و وفق موقع دارفور الآن فإن قيادات المليشيا حفرت خنادق و زرعت ألغاما حول مدينة نيالا، ثم نفذت حملة اعتقالات طالت حتى جنودها، سيما من تشك في ولائهم أو من لا ينتمون لإثنية الرزيقات خوفا من تحولهم لسكاكين تطعنهم في ظهورهم عند وصول الجيش.

هذه الترتيبات الأمنية المشددة داخل نيالا والضعين، بحسب خبراء تكشف عن حالة رعب داخل المليشيا من اقتراب الجيش، كما تشير إلى أن قيادات المليشيا لا تملك أي تصور لمواجهته عسكريا حتى اللحظة، و يقول خبراء أن فشل ذلك يرجع لحالة التفكك التي تعيشها المليشيا التي فقدت أبرز قياداتها إما بالقتل أو الهروب، ولجأت الاثنين، إلى محاولة لإقناع رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو بإستقدام قوة من جنوده لمدينة نيالا، لكن قيادات في الحركة أصدرت بيانا لاحقا، أكدت رفضها الخطوة، واتهمت الحلو بتعريض قوات الحركة الشعبية لتهلكة والزج بهم في معركة لا تعنيهم.

الأوضاع الهشة في صفوف المليشيا، عبر عنها قائد ثاني التمرد عبد الرحيم دقلو، الذي جمع طلاب مدارس وألبسهم زيا عسكريا ووقف وسطهم مهددا باقتحام الشمالية ونهر النيل، وهو قول اعتبره خبراء وقتها محاولة لإلهاء الجيش وإعاقة تقدمه نحو دارفور، بالإيحاء بفتح جبهة جديدة، معتبرين أن حديث المتمرد دقلو يوضح بجلاء هشاشة الأوضاع وتدهورها داخل صفوف المليشيا.

معركة تحرير دارفور:

بالنظر لكل هذه الأوضاع، فإن معركة تحرير دارفور لن تكن صعبة، و يتوقع الخبير الأمني اللواء محمد عبد الواحد خلال حديثه في تصريحات تلفزيونية، أن الحرب في السودان ستنتهي في غضون ستة أشهر بما فيها معركة دارفور، وهى مدة زمنية يراها أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، د. محمد عمر، مبالغ فيها، واعتبر عمر، أن الدعم السريع كخطر عسكري في دارفور سينتهي في وقت أقل من ذلك، لكنه قد يتحول لمهدد أمني، في شكل عصابات تقاتل بعضها بعضا من أجل الحصول على الطعام و الغنائم.

حدث كل ذلك الارتجاج و التوترات داخل صفوف المليشيا، بينما لا يزال متحرك الصياد بعيدا، و لم يدخل بعد أراضي دارفور، و يقول خبراء، إنه مع اقتراب المتحرك، فإن تغييرات كثيرة ستحدث، سيكون من بينها عمليات استسلام لقيادات بالمليشيا مع توقعات بدخوله الضعين دون قتال.

الأحداث



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.