صحيفة العرب: يجب على الجيش الجلوس للتفاوض مع الدعم السريع
في سياق تغطيتها المتواصلة للأحداث في السودان، تطرح صحيفة العرب رؤية واضحة تميل إلى تحميل الجيش السوداني مسؤولية التدهور الأمني في بورتسودان، وتُلمّح إلى أن المخرج الوحيد للأزمة هو الجلوس للتفاوض مع قوات الدعم السريع، حتى وإن كان ذلك من موقع ضعف.
وتسلّط الصحيفة الضوء على الهجمات بالطائرات المسيّرة التي طالت مواقع استراتيجية حساسة للجيش، أبرزها قاعدة فلامنغو البحرية، معتبرة أن استمرار هذه الضربات يكشف عن عجز القوات المسلحة السودانية في حماية أهم معاقلها، ما يضعف قدرتها على الصمود، ويفرض – حسب تعبير الصحيفة – “العودة الجادة للمفاوضات” كخيار لا مفر منه.
ويأتي التركيز على العجز العسكري للجيش، من وجهة نظر الصحيفة، كمدخل للضغط عليه للقبول بالتسوية السياسية، حيث تصف تمسكه بالخيار العسكري بـ”الوهم”، في ظل التحولات الميدانية التي فرضتها طائرات الدعم السريع المسيّرة.
وتُبرز الصحيفة أيضًا التصعيد الدبلوماسي الأخير ضد الإمارات – بقطع العلاقات – كمحاولة من الجيش لصرف الأنظار عن فشله الميداني، ووصفتها بشكل غير مباشر بأنها خطوة انفعالية بعد فشل دعوى قضائية ضد الدولة الخليجية. ومن خلال هذا التوصيف، توحي الصحيفة بأن استعداء الجيش للإمارات قد يكون محاولة للهروب من مأزقه الداخلي بدلًا من معالجة أزمته العسكرية والسياسية.
وتتضمن رؤية الصحيفة أيضًا تشكيكًا ضمنيًا في قدرة الجيش على كسب دعم الحلفاء الدوليين مثل روسيا وإيران، مشيرة إلى أن الهجمات الأخيرة ستدفع تلك القوى إلى إعادة النظر في دعمها لقوة غير قادرة على تأمين نفسها.
في النهاية، تدفع الصحيفة باتجاه خيار واحد: التفاوض، وترى أن كل المعطيات الميدانية والدولية باتت تشير إلى ضرورة أن يراجع الجيش موقفه، ويتخلى عن رهانات الحسم العسكري، ويقبل بتقاسم النفوذ أو الترتيبات السياسية مع قوات الدعم السريع.
