“علماء الفلك يكشفون سر الجسم المجنح فوق الشمس”

في الأيام الماضية، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور مأخوذة من مرصد الشمس والغلاف التابع لوكالة ناسا (SOHO) تظهر ما يبدو وكأنه جسم مجنح ضخم يقف بجانب الشمس، وقد أثارت هذه الصور دهشة كثيرين، ودفعت بعض المراقبين إلى تفسيرها تفسيرات غامضة أو حتى “نبوءات” عن نهاية العالم. لكن ما السر الحقيقي وراء هذه الصور؟

الظاهرة العلمية وراء “الجسم المجنح”

الحقيقة أن هذا الجسم ليس كائنا فضائيا أو كوكبا ضخما يقترب من الأرض، بل هو مجرد تشوه بصري ناتج عن كاميرات المراصد الفضائية، ويُعرف تحديدا بـظاهرة “تشبع جهاز اقتران الشحنة” (CCD Saturation). إليك ما يحدث:

عند دخول جسم شديد السطوع (مثل كوكب الزهرة أو نجم لامع) إلى مجال رؤية الكاميرا، فإن كمية الضوء الكبيرة تفيض في الحساسات الرقمية، مما يتسبب في تسرب الشحنات إلى البيكسلات المجاورة.

هذا يؤدي إلى ظهور خطوط أو امتدادات جانبية أو ما يُشبه “الأجنحة” على الصورة، وهي ليست جزءا من الجسم الحقيقي.

كذلك، فإن التصوير باستخدام “الإكليلوغراف” (coronagraph)، وهي أداة تحجب قرص الشمس لرؤية الهالة الشمسية، يمكن أن يزيد من فرص ظهور مثل هذه التشوهات.

85%D8%A8 1748329707

ليست أول مرة

هذه الظاهرة ليست جديدة، وقد ظهرت مرارا في صور سابقة، منها صور مأخوذة عام 2001 تُظهر أجساما مجنحة مشابهة. ودوما كانت مرتبطة بمرور أجسام مضيئة قرب الشمس أو بوجود مشكلات فنية مثل:

  • الاصطدام بالأشعة الكونية التي تؤثر على الكاميرا.
  • تشوه البيانات أو فقدان بعض كتل الصور أثناء النقل.
  • الانعكاسات الداخلية للضوء داخل جسم الكاميرا.

من الخرافة إلى نظرية المؤامرة

كالعادة، وجدت مثل هذه الصور طريقها إلى بعض منظري المؤامرة الذين ربطوا الجسم المجنح:

  • بـ”كوكب نيبيرو” الخرافي، الذي قيل إنه سيصطدم بالأرض ويدمرها.
  • بـ”الشمس المجنحة” في النقوش الفرعونية القديمة، رمز الإله حورس.
  • بنهاية العالم كما زعم البعض في 2017 ثم عدلوا التاريخ بعد أن لم يحدث شيء.

لكن كل هذه خرافات لا تستند إلى أي أساس علمي. فلو كان هناك كوكب بحجم يقترب من حجم الأرض أو أكبر في طريقه إلى الأرض، لرآه ملايين الهواة حول العالم، ولأثر بوضوح على مدارات الكواكب الأخرى، وهو ما لم يحدث إطلاقا.

الخلاصة

“الجسم المجنح” الذي ظهر بجانب الشمس ليس سوى تشوه بصري ناتج عن تشبع كاميرا المراقبة بالضوء، وهي ظاهرة معروفة ومتكررة لدى العلماء، ولا علاقة لها بأي كواكب غامضة أو نبوءات بنهاية العالم.

الصور الملتقطة من الفضاء جميلة ومدهشة، لكنها أيضا تحتاج إلى فهم علمي لتفسيرها، وهو ما يحول بين الخيال والحقيقة.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.