الختان الفرعوني.. 55% من السودانيات مختونات ..من يتزوج من بنت غير مختونة، والله تجى راجعة بيت أبوها من أول يوم

دراسة استقصائية: 55% من النساء مختونات
قابلة : قمت بختان مئات المتزوجات لاعتقاد الزوج الخاطئ
و(من يتزوج من بنت غير مختونة، والله تجى راجعة بيت أبوها من أول يوم)
سيده: ( كيف يعني أخلى بتى من غير ختان ؟ )
هدى: طالبت بالطلاق لتخلف زوجي ومطالبته لي بالختان بعد الزواج
بلدو: أطالب الدولة بوضع وتفعيل تشريعات صارمة لمنع الختان
مجلس الطفولة القومي يرفع مقرح للبرلمان لتجريم ممارسي الختان
ظلت قضية ختان الإناث من العادات السيئة التي سادت في مجتمعنا السوداني الأصيل منذ زمن بعيد، واختلفت حولها الآراء بين مؤيد ومعارض، ولا شك أن الرأي المعارض شكَّل وسيلة ضغط عبر تكثيف الحملات الإعلامية المناهضة للختان، ولم تجد باباَ لتحريم هذه العادة إلا وطرقته، ومع ذلك ما زالت هناك بعض المجتمعات التي تمارس هذه الظاهرة باعتبارها بمثابة حفظ العفة والشرف دون الاكتراث لمخاطرها الصحية، بجانب حرمتها كما بيَّن لنا ديننا الحنيف ذلك بجلاء، ناهيك عن عدد الضحايا من القاصرات اللائى مِتنَ أثناء وبعد إجراء عملية الختان، ولعل تلك الممارسة السيئة التى كانت تمارس على نطاق واسع وسط كافة طبقات المجتمع السوداني سواء في المدن أو الأرياف، بما فيها الطبقات المستنيرة التى تحرص على ختان بناتها خوفاً من نظرة المجتمع لها، وربما لن تنال حظها من الزواج بحجة أنها غير مختونة، وفقاً لنظرة غالب الرجال، ولسبر أغوار هذه الكارثة الحقيقية التي هددت ومازالت تهدد حياة أجيال من الفتيات القاصرات، وأهدرت العديد من الأرواح البريئة قمنا بإجراء هذا التحقيق الصادم الذى تقشعر من مخرجاته وإفادات المستطلعين الأبدان جراء ممارسات وجرائم ترتكب في حق طفلات صغيرات جراء عملية الختان الفرعوني.
تحقيق : ضفاف محمود
الحلقة الأولى
عينات استقصائية
وفي البدء أجرينا دراسة حول ظاهرة ختان الاناث لأعمار مختلفة وعينات عشوائية، حيث أشارت الدراسة التى أجريت على مائة عينة من مختلف الاعمارللأعوام من 2000م وحتى العام 2012م النسبة المئوية لاعمار بين 10 الى 12، خلصت إلى وجود أكثر من نسبة 34% من المختونات،وبروز نوع جديد من الختان بمسمى ( سندوتش)بنسبة بلغت35 %، وأتبتت الدراسة الكلية أن النسبة المئوية للختان في ولاية الخرطوم فقط بلغت 34%، أما بقية الولايات فقد بلغت النسبة المئوية حسب آخر الدراسات الإستقصائية في الخصوص 55% بالتمام.
رأي القابلات
وفي استطلاع لعينات عشوائية بلغت مائة عينة معظمها من جيل التسعينات حتي العام 2000م ووجدنا أن نتيجة العينات التى بلغت مائة عينة بين كل عشرة عينات نجد خمسة مختونات، وبالتالي فإن الاحصائية التي خرجنا بها بلغت نسبة 50% من المختونات ختاناً فرعونياً كاملاً، وعلمنا أن هناك الكثير من الأسر ما زالت تمارس عادة الختان الفرعوني لاسباب عديدة بحجة، كما قالت لنا علوية إحدى القابلات ( من يتزوج من بنت غير مختونة؟ وزادت: والله تجى راجعة بيت أبوها من أول يوم )، وتواصل علوية أن الرجل الشرقى رجل أنانى وجُبِلَ على هذه الصفة التى أصبحت من الأسباب الرئيسية في عدم قبوله الاقتران بفتاة غير مختونة، وتبين علوية أن الختان إثبات لعذرية الفتاة عند زواجها، وتقول، لا يوجد رجل يتزوج من زوجة غير مختونة، وان تقبل ذلك يطالبها باجراء الختان مع عملية الولادة، وفي أحايين كثيرة يتم ارجاع الزوجة لأمها، ودعت كافة النساء لختان بناتهن بدون تردد.
علوية لم تُخفِ أنها قامت باجراء المئات من عمليات الختان لنساء متزوجات بسبب أنانية الزوج، كما قالت، وتشير إلى أن الختان انواع، منه الفرعونى، ويعني بتر البظر بأكمله، ومن ثم إجراء عملية ترقيع مؤلمة، ويتم وزنه بعود ثقاب، كل ذلك لإثبات العذرية، وأكدت أن هذه الطريقة كانت موجودة حتى أواخر القرن الماضى، وتؤكد أنه يحتل المرتبة الأولى ، فضلاً عن ظهور ختان خفيف في بداية تسعينيات القرن الماضي ويسمى ختان السنة، وتقول أنه ليس به ضرر كبير، وتعود للتأكيد بأن الأمر الآن يختلف حيث اصبحت هنالك ضوابط صارمة لوقف الختان تصل العقوبة فيها إلى مصادرة شنطة القابلة الممارسة للختان، والسجن لمدد بعيدة، وأن أي قابلة تتخرج تؤدى القسم بأن لاتقوم بعملية الختان.
آراء متباينة
وتقول فايزه ع، نجرى عملية الختان على بناتنا من أجل الحفاظ على الشرف والعذرية ويتم إجراء تلك العمليات فى الأطراف وفي أحايين كثيرة يتم الختان خارج ولاية الخرطوم، ويتم إجراء العملية وسط تكتم وسرية تامة، وقالت تلك بأسلوب تملؤه الحدة ( كيف أخلي بنتى من غير ختان؟ الختان دا بحافظ عليها، ونحن مجتمع شرقى تحكمه قوانين معقدة تجاه المرأة غير المختونة، والزوج يصفها في هذه الحالة بعدم العفاف )، إلا أنها تعود وتقول أن الختان الآن يُمارس فى نطاق ضيق وعلى الأسرة التى ترغب فى ختان بناتها أن تذهب بهن إلى أطراف العاصمة أو القرى النائية لإجراء هذه العملية،وفى بعض الاحيان نحن فى الخرطوم نختن بناتنا فى ولاية الجزيرة.
ختان الأطراف
سيدة خمسينية من إحدى الولايات الوسطى رفضت ذكر إسمها، سألتها عن الختان وهل بدأ في الإندثار بمنطقتها، اجابتنى بذهول ودهشة، ( كيف يعني أخلى بتى من غير ختان ؟ )وقالت لي ( أنا بتى ممكن أسفرها ولاية تانية أختنها وأجيبا لكن ما بخليها من غير خفاض،وبعدين يابتى أنا أوديها وين؟ آى هو ممنوع لكن الختان مهم، وكان ما ختنتها البعرِّسا لى منو؟؟؟وكم بت رجعوها لأمها وكم بت طلقوها بعدم االختان؟؟؟)، وتعترف نعم الختان محرم ولكنه الآن يمارس فى الخفاء نسبة للضوابط الصارمة المفروضة من السلطات، ولكنه يحافظ علي الفتاة وعفتها وعذريتها فى ختانها، وتواصل،مهما كلف الثمن نختن البنت باعتبارها عورة ،والبت من غير ختان عرضة لاشياء كثيرة ربما توصف بعدم العفة والعذرية، وكثير من الأسر مازالت تحافظ على ختن بناتها ولم تتقبل التوعية والحملات المكثفة لوقف ختان الاناث بكافة انواعه .
آثار قاتلة
إلا أن ( س. أ ) والتي روت لى مأساتها مع الختان والتى امتدت لفترة من الزمن، تختلف تماماً مع سابقاتها في نظرتها للختان، وتقول إنها عندما تأتيها الدورة الشهرية تعانى لفترة من الزمن، كذلك الولادة التى تعاني منها أيضا مما أدى لموت الجنين بسبب إنعدام الأكسجين، لذلك رفضت ختان إبنتى، ووصفتنى أسرتى بالجنون، وكيف تكون عذراء وأرجعت ذلك لجهل المجتمع وتناسى الأضرار التى يسببها الختان، وتقول أن مجتمعنا يرى أن الفتاة المختونة هي عذراء لعدم درايته بمخاطر الختان ، وتتسائل، كم سيدة ماتت أثناء الولادة وكم طفل مات بسبب الاختناق داخل رحم أمه.
ضحية لعادة بالية
وتتفق معها هدى، وهي شابة عشرينية التقيت بها داخل إحدى المحاكم الشرعية، للمطالبة بالطلاق من زوجها المغترب، وقالت أنها تزوجت من قانونى مقيم بدولة الامارات وبعد الزواج أرسالت إليه وفي ليله الدخلة اكتشف انها غير مختونة، هنا وقعت الكارثة وطلب منها العودة إلى السودان لإجراء عملية الختان،تقول إنها عندما اخبرت والدتها بذلك رفضت تماماً، وهنا رمى عليّ يمين الطلاق وصرت ضحية لعادات بالية بالرغم من أن زوجى متعلم إلا أن تعليمه لم يمنعه من ممارسة هذه العادة التى تعتبرها هدى عادة بالية، والتي قالت أنها تأزمت كثراً جراءها، وقالت عانيت من تلك الحادثة التي أفقدتنى الثقة في نفسى ولن افكر فى الزواج مرة أخرى، لأن نتيجته حتماً لن تختلف عن الأولى.
رأي الطب النفسي
وفى السياق يقول البروفيسور على بلدو، استشاري الطب النفسي واستاذ الصحة النفسية إن ختان الاناث يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، بالإضافة إلى الآثار النفسية المترتبة على ذلك ..آثار نفسية ومعنوية ومادية واجتماعية بحيث إنه تشويه جسدى وقطع الأعضاء التناسلية بالإضافة للألم الحاد أثناء العملية والصعوبات التى تواجه المرأة المختونة مثل الزواج والإنجاب مما يعرضها الى الناسور البولي وصدمة الألم الحاد والنزف المتكرر الذي يؤدى إلى الوفاة وقال بلدو على الصعيد الاجتماعي فإن الشعور بالاختلاف عن الآخرين يشكل هاجسا كبيرا وروح العيب والوصمة جنبا الى جنب مع البعد عن ممارسة بعض الأنشطة وعدم الاندماج مع المجتمع مما يسبب اشكالات اجتماعية عميقة، ووصف بلدو تلك الإشكالات بأنها تتمثل فى الدونية ولوم الذات واحتقار النفس والصدمة النفسية وكذلك الأحلام الليلية المرعبة ويتبعها الشعور بالاكتئاب والارتياب والرغبة فى الانتقام وكراهية المجتمع هناك سيدات تعرضن لمشاكل نفسية حادة، وحول ما يشاع بأن الختان ضمان للعذرية وصك سلامة وحماية لها من الخيانة الزوجية قال هذه خرافة وأرجعها بلدو إلى أنها كانت سببا لسب غير المختونات بألفاظ وعبارات خادشة للحياة، والتقليل من شأنهن والتشكيك فى إخلاصهن وهذا مما يدفع بعض الازواج للتشكيك فى أخلاق الزوجات غير المختونات وعدم قبول الزواج بالفتاة غير المختونة كما يقوم بعض الازواج بختانها للتدليل على الشرف والكرامة وهذا الفعل يشكل هاجاسا نفسيا عميقا في المجتمع السودانى وأدى ببعض الأزواج لتطليق زوجاتهم.
وفي ختام حديثه طالب بلدو الدولة بوضع وتفعيل تشريعات صارمة لمنع الختان وكذلك القيام بالتوعية والحوار مع مكونات المجتمع المحلي ورجال الدين مع ضرورة انشاء مراكز للعلاج من الصدمات النفسية المصاحبة لعملية الختان.
تجريم ممارسي الختان
وفي الخصوص قام المجلس القومي لرعاية الطفولة الأسبوع الماضي بالدفع بمسودة مقترحات قانونية إلى البرلمان لتضمينها ضمن مشروع الدستور الانتقالى لعام 2016م، شملت العديد من بالأطفال من بينها تجريم ختان الاناث، وهذا يعتبر بمثابة القانون الاول في عهد الحكومات الوطنية السودانية لتجريم عادة ختان الإناث، التي أثبت العديد من العلماء أضرارها بالنساء في المستقبل.