وزير المالية السوداني يُفجرها بتصريحات خطيرة

سودافاكس – وزير المالية السوداني، الدكتور جبريل إبراهيم، رحب بتعيين كامل إدريس رئيساً للوزراء، معتبراً إياه خطوة نحو التحول المدني.

أكد إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة الموقعة على اتفاق جوبا، أن رئيس الوزراء الجديد سيبدأ مشاورات سريعة لتشكيل الحكومة، وقد يعلن عن مجلس وزراء جزئي أولاً، خاصة للوزارات المخصصة لأطراف السلام ووزارتي الدفاع والداخلية التي يختارها مجلس السيادة العسكري، لتغطية الفراغ التنفيذي.

وأوضح إبراهيم بشأن توزيع الوزارات بموجب اتفاق جوبا أن الشركاء يحتفظون بمقاعدهم حتى نهاية الفترة الانتقالية الممتدة لـ 39 شهراً، ولهم حرية تغيير ممثليهم، ويمكن التوافق مع رئيس الوزراء لتغيير الحقائب الوزارية.

ورداً على سؤال “أين ذهبت أموال دارفور؟”، نفى جبريل إبراهيم تماماً منح أي أموال مخصصة لإقليم دارفور وفقاً لاتفاق السلام، مُرجعاً ذلك إلى استمرار الحرب، قائلاً: “مهمتي أن أعدل بين كافة أهل السودان وليس فقط أهل الهامش، والحرب أثرت على كل السودان”.

وحول الأزمة الإنسانية الحادة، وصف إبراهيم الوضع في الفاشر (عاصمة دارفور) بالصعب جداً بسبب حصار قوات الدعم السريع المستمر لأكثر من عام، مما أدى إلى تراجع أعداد المدنيين بسبب “سياسة التجويع”. وأشار إلى صعوبة الإسقاط الجوي للمساعدات بسبب أنظمة الدفاع الجوي لدى الدعم السريع، مؤكداً أن فك الحصار عسكرياً يتطلب وقتاً رغم توفر العزيمة لدى الجيش والقوة المشتركة.

واتهم إبراهيم الأمم المتحدة بعدم بذل الجهد الكافي لإغاثة الجياع في الفاشر وتنفيذ قرار مجلس الأمن بفك الحصار، مشيراً إلى عجز المنظمات الدولية عن الوصول بسبب عنف الدعم السريع، كما حدث مع قافلة الكومة المحروقة. وأكد ضرورة تدخل الأمم المتحدة لإسقاط الطعام، قائلاً إنها مسؤولة قانونياً وأخلاقياً، لكن تهديدات الدعم السريع باستهداف الطائرات تمنع ذلك.

وفي الشأن العسكري، ذكر إبراهيم أن الجيش حقق إنجازات كبيرة منذ سبتمبر الماضي بتحرير مناطق في الخرطوم والجزيرة، وأن التراجع الأخير في كردفان هو “كر وفر” طبيعي في الحرب، معرباً عن عزم الجيش والقوات المساندة تحرير دارفور ووصوله لأي بقعة.

ونفى بشكل قاطع (“حديث إفك”) التقارير عن امتلاك أو استخدام الجيش السوداني لأسلحة كيميائية، ورحب بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة وذات مصداقية.

وأكد إبراهيم وجود مقاتلين أجانب مع الدعم السريع، مستشهداً بالقبض على بعضهم وضبط مستندات لمرتزقة كولومبيين يدخلون عبر ليبيا لتشغيل المسيرات والأسلحة المتقدمة. كما اتهم جهات أجنبية باستهداف بورتسودان بمسيرات انطلقت من ميناء بوساسو في الصومال (خارج سيطرة الحكومة الصومالية)، ورصد طائرة مقاتلة متقدمة رافقتها وأثرت على الملاحة في البحر الأحمر.

وبخصوص المفاوضات، أكد استعداد الجبهة للتفاوض منذ اليوم الأول، لكنه رأى أن التفاوض يجب أن يكون مع “من يقف خلف الدعم السريع” وليس معه مباشرةً الآن. وأوضح أن الشعب السوداني لن يقبل بعودة الدعم السريع للمشهد السياسي أو العسكري، والخيار الوحيد هو استسلامه وتجميع قواته في معسكرات لدمج من يصلح في الجيش وتسريح الباقي. ورحب بمبادرة مشتركة من قطر ومصر والسعودية وتركيا لاحتمال نجاحها، محذراً من تدخل الأمريكيين “ذوي الأجندة الخاصة”.

أما عن أزمة الغذاء، فنفى إبراهيم وجود فجوة غذائية عامة، مشيراً إلى وفرة الإنتاج في موسمي الحرب الماضيين بل وتصدير الفائض. وأرجع النقص في مناطق مثل الفاشر وكادقلي إلى حصار قوات التمرد بهدف التجويع. وأكد توفير الوقود والبذور والأسمدة (جزء من منظمات دولية وجزء من السوق) والتمويل المصرفي لإنجاح الموسم الزراعي القادم.

سودافاكس

Exit mobile version