السودان في خطر! تأثير الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية

سودافاكس – متابعات: في خضم التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، عادت الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية لتلقي الضوء على التهديدات المحتملة للإشعاع في المنطقة، بما في ذلك السودان. فقد حذر العديد من المتخصصين من إمكانية حدوث كارثة نووية، لا سيما إذا استهدفت الغارات محطة بوشهر النووية.
وقد أشار خبراء الطاقة النووية إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية حتى الآن لم تؤدِ إلى تلوث إشعاعي واسع، حيث لا يزال الخطر محصورًا في النطاق الكيميائي. وذكرت المصادر أن الأضرار التي لحقت بمنشآت مثل نطنز وأصفهان وأراك لم تسفر عن أي تسربات إشعاعية، نظرًا لأن معظم هذه المواقع تحت الأرض أو لم تكن نشطة أثناء الهجمات.
تستمر إسرائيل في محاولاتها لتدمير ما تصفه بـ”القدرات النووية الإيرانية”، مع التأكيد على حرصها على تجنب أي كارثة نووية في منطقة ذات كثافة سكانية مرتفعة والتي تُعتبر نقطة انطلاق رئيسية لإنتاج النفط عالمياً. ومع ذلك، فقد أعلنت إسرائيل سابقًا عن قصف محطة بوشهر، قبل التراجع ووصف هذا الإعلان بالفشل.
استهدفت الضربات العسكرية الإسرائيلية عدة مواقع حيوية، بما في ذلك نطنز وأصفهان وطهران وكرج وأراك، حيث تتواجد منشآت لتخصيب اليورانيوم وإنتاج أجهزة الطرد المركزي. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود أضرار في بعض هذه المرافق، وخاصة في نطنز وأصفهان. ورغم ذلك، لم ترد أي تقارير عن تأثيرات إشعاعية من مفاعل أراك، الذي كان في حالة عدم تشغيل خلال الهجوم.
الضربات على خُنداب (أراك) أثارت القلق نظرًا لكونه مفاعل أبحاث يعتمد على الماء الثقيل، مما يعني إمكانية إنتاج البلوتونيوم الضروري لتصنيع الأسلحة النووية. وعلى الرغم من ذلك، لم تشر الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أي تسرب نووي من الموقع.
من جهة أخرى، أعرب بيتر براينت، أستاذ سياسات الطاقة النووية في جامعة ليفربول، عن أن الضربات الحالية لا تستدعي القلق الشديد، موضحًا أن المنشآت المحمية تحت الأرض تقلل من فرص حدوث تسربات كبيرة.
في هذا السياق، أكدت داريا دولزيكوفا من “المعهد الملكي للخدمات المتحدة” أن المراحل الأولية من دورة الوقود النووي تشكل خطرًا كيميائيًا لا إشعاعيًا، اعتمادًا على الظروف الجوية وسرعة الرياح.
سايمون بينيت من جامعة ليستر البريطانية أشار أيضاً إلى أن المنشآت المدفونة في باطن الأرض تقلل من إمكانية حدوث كوارث بيئية كبيرة، في ظل وجود كميات ضخمة من الخرسانة والصخور.
ومع ذلك، يبقى موقع بوشهر النووي مثار قلق كبير، حيث يحتوي على وقود نووي مفاعل ومستخدم، وضربه مباشرة يمكن أن يؤدي إلى انبعاث كميات هائلة من الإشعاعات، مما قد يكون له تأثيرات كارثية على مستوى الإقليم. وقد أكّد ريتشارد ويكفورد، أستاذ علم الأوبئة بجامعة مانشستر، على أن الأضرار المحتملة للمفاعلات العاملة تختلف تمامًا عن الأضرار في منشآت تخصيب اليورانيوم.
جيمس أكتون، من مؤسسة كارنيجي للسلام، صرح بأن أي هجوم على محطة بوشهر قد يسبب “كارثة إشعاعية كاملة”، مشيرًا إلى أن الهجمات السابقة لم تسفر عن عواقب إشعاعية تذكر، لأن معظم المواد المستهدفة لم تكن مشعة عند وقوع الضربات.
بحسب خبراء الأرصاد وإشعاع النووي، فإن تطور الإشعاع النووي يعتمد بشكل كبير على اتجاه الرياح والضغط الجوي. ومع المسافة الجغرافية الكبيرة للسودان عن المنشآت المستهدفة، فإن خطر التلوث المباشر يبقى محدودًا، لا سيما في ظل عدم حدوث تسرب إشعاعي حتى الآن من مفاعل بوشهر.
رغم ذلك، لا يمكن استبعاد خطر تداعيات المستقبل، خاصة إذا استمرت الهجمات لتستهدف مفاعلات الطاقة الفعالة، أو في حالة وقوع تسربات في الخليج، مما قد يؤدي إلى انتشار آثار الإشعاع عبر الهواء أو عبر المحيطات إلى مناطق مختلفة في الشرق الأوسط وشمال وشرق أفريقيا.
تتابع منظمات السلام النووي ووكالات الأمم المتحدة التطورات بشكل دقيق، محذرة من الأضرار المحتملة لاستهداف المفاعلات النووية النشطة. الرسالة التي يعيد الخبراء تكرارها هي أن العواقب يمكن أن تكون كارثية، ليس فقط على إيران أو إسرائيل، بل على المنطقة بأسرها، بما في ذلك السودان، في حال تجاوز الخطوط الحمراء النووية.
سودافاكس



