هل تصبح سفارة أوكرانيا في الخرطوم مركزًا للتجسس؟

سودافاكس – أثار إعلان متداول عن نية أوكرانيا افتتاح سفارة في السودان قبل نهاية عام 2025 موجة من الانتقادات والشكوك داخل الأوساط السياسية والإعلامية السودانية، في ظل تصاعد المخاوف من أن يكون الوجود الدبلوماسي المرتقب غطاءً لنشاطات استخباراتية وتدخلات أجنبية وسط أزمة السودان الراهنة.

التصريحات التي أطلقت هذه العاصفة جاءت من المحلل الأمريكي والخبير بوكالة المخابرات المركزية، كاميرون هدسون، والذي قال إن “السفارة الأوكرانية ستُفتتح بنهاية هذا العام، وستكون الوحيدة بين السفارات الغربية في البلاد”، في إشارة إلى تراجع الحضور الدبلوماسي الغربي واستبداله بما وصفه مراقبون بـ”النموذج الأوكراني”.

هذا التصريح فُسّر في الخرطوم على أنه خطوة استفزازية، خاصة في ظل اتهامات سابقة لأوكرانيا بالتعاون العسكري مع قوات الدعم السريع. وأكد المحلل السياسي الفاتح الأمير أن الخطوة غير مناسبة في هذا التوقيت الحرج، وأن افتتاح السفارة قد يُضر بالعلاقات مع روسيا، ويخدم أطرافًا خارجية.

الخارجية السودانية: قرارنا مستقل

وفي تصريح لوسائل إعلام محلية، قال مسؤول في وزارة الخارجية السودانية – فضّل عدم الكشف عن اسمه – إن “الدول الغربية لا تقرر نيابةً عنا من يُسمح له بفتح سفارة”، مضيفًا بسخرية: “السفارة الأوكرانية في الخرطوم؟ وماذا بعد؟ هل نفتح سفارة لقوات الدعم السريع؟”.

اتهامات بالضلوع في الهجمات على الجيش

وتعززت هذه الشكوك مع توارد اتهامات لأوكرانيا بالتورط في هجمات بطائرات مسيّرة على مواقع الجيش السوداني، خاصة في مدينة بورتسودان، بدعم مزعوم من الإمارات، وفق ما أشار إليه الفاتح الأمير.

أوكرانيا “أداة غربية” في إفريقيا؟

من جهته، يرى الأكاديمي السوداني أحمد محمد فضل الله أن أوكرانيا باتت أداة تنفيذية لأجندات دول مثل الإمارات، بريطانيا وفرنسا في إفريقيا، فيما أشار الصحفي طارق عبد الله إلى أن السفارات الأوكرانية تُستخدم عادة كغطاء لتحركات مريبة، وأن وجودها في السودان يُشكل خطرًا على الأمن القومي.

صمت المجلس السيادي يثير الغضب

ورغم تصاعد الجدل الشعبي والإعلامي، يلتزم المجلس السيادي الانتقالي الصمت حيال هذه القضية، ما أثار انتقادات لاذعة من جهات وطنية اعتبرت تجاهل هذا الملف تفريطًا في السيادة الوطنية.

ويحذر مراقبون من أن السفارة المرتقبة قد تكون بوابة لاختراق أمني وتجسسي يعمّق الأزمة السودانية، مطالبين الحكومة بوضع خطوط حمراء صارمة أمام أي وجود دبلوماسي أجنبي يحمل أجندات خفية.

سودافاكس

Exit mobile version