سودافاكس – متابعات: في زمن تندر فيه المروءة وتغيب فيه البطولات الإنسانية، جسّد راعٍ سوداني يُدعى عبدالرحمن الأمين موقفًا نادرًا سيظل محفورًا في ذاكرة الأخوة بين الشعوب العربية، حين أنقذ طيارًا أردنيًا من موت محقق، في مشهد بطولي على أطراف جبهات القتال قرب نجران جنوب المملكة العربية السعودية.
شاهد..راعي سوداني يركب “ذلول” تركض بسرعة هائلة في منطقة صحراوية
كان عبدالرحمن، الراعي البسيط، يعيش في خيمة متواضعة على الحدود، حين رأى طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية الأردنية، ضمن قوات التحالف العربي، تهوي محترقة في أراضي سيطرة الحوثيين.
توقف عن طعامه وقال:
“الله أكبر… جماعتنا… عاصفة الحزم.”
دون تردد، ربط وسطه بشاله، أمسك عصاه، وترك إبله وغنمه خلفه، ثم انطلق متسلقًا الجبال، متحديًا الرصاص والنيران، حتى وصل إلى موقع سقوط الطائرة.
هناك، وجد الطيار الأردني عالقًا في مقعد النجاة، مصابًا ومحاطًا بالنيران. وبلهجته السودانية المطمئنة، قال له:
“أبشر يا بطل… الأمان ليك… نحنا معاك… الله معانا. إن كنت مجروح أشيلك على كتفي. نحنا عاصفة الحزم.”
لم يصدق الطيار ما يراه؛ راعي سوداني ينقذه من قلب المعركة، بلا أي دافع سوى النخوة والإنسانية.
أخذه عبدالرحمن إلى خيمته، وأسعفه وأطعمه، وقدم له كل ما يستطيع، حتى تمكن لاحقًا من تسليمه للجهات المختصة، ومنها إلى المستشفى.
هذه القصة المؤثرة ليست فقط شهادة على بطولات سودانية فردية، بل تجسيد حقيقي لأواصر الإخوة العربية التي تتجاوز الجنسيات والحدود.
