أزمة مياه في الخرطوم وسط مخاوف من تأثير سد النهضة

سودافاكس – أعلنت هيئة مياه ولاية الخرطوم عن توقف محطة مياه شمال بحري عن العمل بشكل كامل منذ يوم الاثنين 14 يوليو 2025، نتيجة لانخفاض حاد ومفاجئ في منسوب مياه نهر النيل، ما أدى إلى توقف عمليات السحب والضخ بالكامل، ووصول الإنتاجية إلى مستوى الصفر.

وأوضحت الهيئة في بيان رسمي صدر الثلاثاء 15 يوليو، أن السبب المباشر للأزمة هو “الانخفاض غير المسبوق في منسوب النهر”، مشيرة إلى أن الحل الطارئ يتضمن تطهير القناة الفرعية المغذية للمحطة، في محاولة لإعادة تشغيلها جزئياً على الأقل.

هل سد النهضة وراء أزمة المياه في الخرطوم؟

يرجح خبراء ومحللون أن التراجع الكبير في مناسيب مياه النيل، والذي أدى إلى توقف محطات مياه حيوية في السودان خلال الأعوام الأخيرة، قد يكون مرتبطًا بالإجراءات الأحادية التي اتخذتها إثيوبيا في ملء وتشغيل خزان سد النهضة، دون تنسيق أو اتفاق فني مسبق مع دولتي المصب، السودان ومصر.

وعلى الرغم من عدم صدور بيان رسمي من الحكومة السودانية يربط صراحة الأزمة الحالية بسد النهضة، إلا أن توقيت الانخفاض وتكرار الظاهرة خلال نفس الفترة من كل عام يثير تساؤلات واسعة حول التأثير التراكمي لعمليات الملء الإثيوبية غير المنسقة.

أزمة المياه تتفاقم في ظل الحرب والبنية التحتية المنهارة

تأتي هذه الأزمة في ظل أوضاع إنسانية وأمنية معقدة تشهدها العاصمة السودانية نتيجة الحرب المستمرة وتعطل البنى التحتية. ويواجه سكان مدينة بحري والمناطق المجاورة صعوبات متزايدة في الحصول على مياه الشرب النظيفة، ما يهدد بانتشار الأمراض المرتبطة بتلوث المياه مثل الإسهال والتسمم، خاصة في أوساط الأطفال.

وحذرت تقارير طبية من تدهور الوضع الصحي في حال استمرار الاعتماد على مصادر مائية غير معالجة، مثل مياه النهر والآبار الملوثة.

دعوات لمراجعة شاملة للسياسات المائية

أكد مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم، محمد علي العجب، أن الهيئة بدأت فعلياً إجراءات عاجلة لتطهير القنوات الفرعية، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. لكنه أقر بأن الأزمة قد لا تُحل عبر حلول مؤقتة، داعياً إلى مراجعة شاملة لسياسات توزيع المياه الإقليمية وتعزيز البنية التحتية للمياه في العاصمة.

سودافاكس

Exit mobile version