الابتزاز الإلكتروني: خطر يهدد المجتمع من خلف الشاشات

سودافاكس – تشهد الآونة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في جرائم الابتزاز الإلكتروني، حيث يُقدم مجرمون على استغلال بيانات شخصية أو صور خاصة حصلوا عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني أو تطبيقات المراسلة، بغرض ابتزاز الضحايا ماليًا أو معنويًا، مهددين بنشر هذه المواد أو إرسالها لأقاربهم وأصدقائهم.

وتكمن خطورة الابتزاز الإلكتروني في أن الجريمة تُرتكب عن بُعد، دون حاجة لوجود المجرم فعليًا قرب ضحيته، مما يُسهل عليه التخفي واستخدام تقنيات لإخفاء هويته أو تزوير موقعه الجغرافي، ما يصعّب عمليات التتبع والملاحقة.

وقد تسببت هذه الجرائم في آثار نفسية واجتماعية واقتصادية خطيرة، دفعت بعض الضحايا للعزلة التامة، ووصلت في بعض الحالات إلى محاولات انتحار مأساوية نتيجة الضغط النفسي والخوف من الفضيحة.

في مواجهة ذلك، لم تقف الدولة مكتوفة الأيدي، حيث نصّ قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 على عقوبات صارمة تصل إلى الحبس لمدة لا تقل عن سنتين وغرامات قد تصل إلى 100 ألف جنيه في حال استخدام الصور أو التسجيلات الشخصية بهدف التشهير أو الابتزاز.

كما يجرّم القانون محاولات اختراق البيانات أو الحصول على معلومات شخصية بغرض التهديد أو الإضرار.

الوقاية الرقمية تبدأ من الوعي؛ إذ يُعد وعي المستخدمين هو خط الدفاع الأول، من خلال الامتناع عن مشاركة المعلومات والصور الشخصية مع الغرباء، والحرص على الإبلاغ الفوري عن أي محاولة ابتزاز للجهات المختصة، لضمان ردع الجناة وحماية أمن المجتمع الرقمي.




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.