لعله لخير .. تكوين الحكومة الجديدة

لعله لخير.
بقلم: محمد الكاروري

تكوين الحكومة الجديدة لو واصلت مستقرة لشهور في نظر العديد شر محض، والنقطة دي لا شك عندها الكثير من الوجاهة.
لكن من الناحية التانية بتخلي مساحات واسعة من دارفور تحت حكم مستقل عن حكم الخرطوم، بدون أي من الطرفين يعلن الانفصال والاستقلال رسميا.

الحاجة دي حتفضح عدد من الأكاذيب الحايمة:

  • قدرة تأسيس علي عمل حكم ناجح مدني ديمقراطي. من البداية فكرة أن حكومة ٤٧٪؜ للدعم السريع و٣٣٪؜ منها للحركة الشعبية شمال حكومة مدنية ديمقراطية فكرة غريبة، لكن بعد داك الحكومة دي حتواجه تحديات بناء حكومة وخدمة مدنية وغيرها من المؤسسات لإدارة مناطقها بصورة جيدة. لحدي الآن ما في أي علامة علي قدرة الجنجويد وحلفائهم علي إدارة مناطق – ربما باستثناء تجربة الحركة الشعبية
  • كون أن حكومة بورتسودان/ الخرطوم قريبا مشاكلها بتتحل بانفصال دارفور. نفس الزعم كان تاريخيا أن الجنوب هو المشكلة وبعد انفصاله السودان حيكون جنة. في الحقيقة بعد انفصال الجنوب ببتروله السودان جن. الحاصل بصورة مستمرة أن في أزمة في نظام الحكم في السودان وردة الفعل بتكون اسقاط الأزمة دي علي البعض والتضحية بيهم. جنوب السودان ما حل مشاكله بالانفصال من الشمال ولا السودان عمل كده

  • مشكلة المركز والهامش ما بيحلها أي انفصال. أي مساحة من الأرض عندها مركز وعندها هامش ولو الخرطوم بقت براها دولة حتلقي الحدود هامش سواء باتجاه الحاج يوسف أو وراء أمبدة أو اتجاه جبل أولياء وهكذا، الحكم يحترما عند ناس الخرطوم ٢ وما حولها. مشكلة المركز والهامش ما بتعبر عن مساحات جغرافية معينة بقدر ما بتعبر عن المركز السياسي والهامش السياسي، وفي عوامل معينة بتخلينا نعيد انتاج الهيكل ده من العلاقات السياسية وبتخلي ريك مشار أو عبدالرحيم دقلو يبقوا مركز في مناطقهم.

  • أن التجانس العرقي وسيلة لدولة مستقرة. في الحقيقة التمايز بين البشر وتعالي بعضهم علي الآخر مسألة أخلاقية بنبرر ليها بالفوارق الشكلية ما العكس. البيخلي الحلفاويين والجعليين يقبلوا ببعض في دولة واحدة شنو؟ ولحدي متين نرضي بسيطرة الرطانة علي سوق الاسبيرات؟ في ناس حيتكلموا ليك عن تاريخ مشترك، في الحقيقة تأثير التاريخ علي الواقع بيعتمد علي قراءة أهل الواقع ليه. الثورة المهدية ما كانت توحيد لأهل السودان، وكمية القبائل الكان عندها مشاكل مع نظام المهدي والتعايشي ضخمة، ربما لدرجة أن عدد القبائل القابلة بالخليفة التعايشي ما تكون أكتر كتير من عدد القبائل القابلة برئيس الوزراء التعايشي. لكن الناس ارتضت قراءة الجانب الإيجابي من تاريخ المهدية عشان تكون عندها أسطورة بتوحد الناس. بكره يجي واحد يقول أسطورة عن الجعليين أو غيرهم.

أحب أقول في اللحظة دي أن الأسطورة تقول أن آل الكاروري جدهم كان جعلي من المتمة اتخاصم مع أهله واتجوعل عليهم ومشي قعد في ديار الشايقية. ده حيكون أساس القصة المبررة للدولة الكارورية إن شاء الله.

والاختبار الأكبر من كل الحاجات دي هو استيعاب الشعب السوداني أن الوحدة لا يمكن تحقيقها بالسلاح. هل يمكن حماية الأرض بالسلاح؟ أيوه، لكن الدعوات لدولة النهر ودولة الخور ودولة أبوعشرين حتواصل كمقترح جاهز لحل أي مشكلة واقعية أو مفترضة.




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.