هل الملاريا قدر محتوم على السودان؟

هل الملاريا قدر محتوم على السودان؟
بقلم: يسرى زين
فيه بلدان ظروفها كانت أصعب من ظروفنا مئات المرات، ومع ذلك قدروا يضعوا خطط محكمة، وينفذوا استراتيجيات واضحة، .والنتيجة: دول أُعلِن خلوها من الملاريا كوباء بشكل رسمي.
أما نحن في السودان، فالوضع مؤلم:
📌 أكثر من 40% من حالات الملاريا في إقليم شرق المتوسط بتيجي من السودان وحده.
📌 عندنا سنوياً ملايين الإصابات، والملاريا مسؤولة عن 10–20% من حالات دخول المستشفيات وواحدة من أهم أسباب الوفاة خصوصاً وسط الأطفال والحوامل.
📌 يعني نصيبنا من العبء العالمي ضخم جداً مقارنة بعدد سكاننا.
تلاتين سنة كاملة ضيعناها تحت حكم الكيزان، لا في خطط جدية ولا في رؤية وطنية. الملاريا بقت واقع يومي، بتنهك الأسر، وتستنزف جيوب الناس والاقتصاد مع بعض و يزيد الخريف من وطأتها كل عام و حرب و سلم. لكن… الوقت لسة ما فات.
وهنا نقطة مهمة: فيتنام ذاتها بدأت حربها ضد الملاريا وهي في عز حربها الطاحنة والظروف الاقتصادية السيئة، وبرضو قدرت تحقق نجاحات كبيرة في أقل من عشرين سنة، وصلت فيها ل 0 وفايات نتيجة الملاريا، يعني ما في زول يقول “نحن في حرب وما عندنا زمن أو إمكانيات”، بالعكس… أي بلد بيقرر يبدأ وبيوحد جهده ممكن ينتصر، مهما كانت ظروفه.
الفرصة قدامنا الآن نبدأ مشروع قومي جاد، ما برنامج صغير لوزارة الصحة وبس يبدأ برش و ينتهي برش برضه !
بل يجب أن تكون معركة وطنية قومية تشارك فيها كل القطاعات: الصحة، التعليم، الإعلام، المجتمع المدني، الجامعات، وحتى الجيش والشرطة. حرب ضد الملاريا و بعوضها ما بتتجزأ، لأنها حرب ضد أكبر عدو استنزف السودان لعقود.
التجربة أثبتت: القضاء على الملاريا ما بيوقف عندها وبس، بل بيمدّنا ببنية تحتية صحية قومية قوية، قادرة تواجه أوبئة تانية زي الكوليرا والضنك وغيرهم. يعني استثمار في صحة الشعب ومستقبل البلد يبقى لأجيال و أجيال.
عشان كدا، ناوية أبدأ معاكم سلسلة بوستات توعية و تحفيز جزء منها عن تجارب دول مختلفة كيف انتصرت على الملاريا.
وأول محطة معانا: “مشروع 523″… المشروع التاريخي اللي غيّر مسار حرب البشرية ضد الملاريا، و ساهم في إنه الصين – البلد الكان عندها 50 مليون إصابة سنوياً (أكتر من عدد سكان السودان كلهم) – يتم إعلانها خالية من انتشار الملاريا رسميا من قبل ال WHO …
السؤال ليكم: هل سمعتوا قبل كدا عن مشروع 523؟
خليكم قريبين… السلسلة دي ما دعوة للقراءة وبس، دي دعوة لحملة قومية نعملها مع بعض ونحوّلها لحرب شعب ضد الملاريا، حرب فيها النصر مضمون لو اتوحدنا.
آن الأوان نوقف توريث أجيالنا مآسينا و أمراضنا، لا بد نكسر الحلقة و نبدأ مشروع قومي جاد و رؤية وطنية 2040 , 2050 إن شاء الله 20100 المهم نبدأ و نملك رؤية محددة الأهداف و الزمن.
لنصل إلى سودان صامد منتصر متعافي و نام …
لا بد نبني اللي بيتهدم، و ننمّي اللي بيتبني.
و سوا بنقدر، شاء من شاء، و أبى من أبى.
المصدر: يسرى زين



