قطر تعيد تقييم تحالفاتها بعد الهجوم الإسرائيلي المفاجئ

تشهد الدوحة مرحلة دقيقة في سياستها الخارجية بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقراً لحركة حماس داخل العاصمة القطرية، الأمر الذي أثار صدمة واسعة وأعاد إلى الواجهة ملف التحالفات الأمنية والسياسية لقطر مع الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين.

الهجوم أثار شعوراً بالخيانة داخل الأوساط السياسية والشعبية في قطر، خاصة في ظل غياب أي اعتذار رسمي من الجانب الإسرائيلي، ما دفع الدوحة للتلميح إلى إمكانية البحث عن شركاء جدد في حال استمرار التوتر.

وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أكد أن بلاده قد تجد شركاء آخرين لدعم أمنها إذا تطلب الأمر، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية تستوجب إعادة نظر جذرية في طبيعة التحالفات الإقليمية والدولية.

لطالما لعبت قطر دور الوسيط النشط في أزمات المنطقة، خصوصاً في ملف غزة، غير أن استهدافها المباشر يضعها في موقف حرج ويهدد مكانتها كفاعل رئيسي في التوازنات الإقليمية.

يرى بعض المحللين أن ما يحدث اليوم قد يشبه خروج مصر من المعسكر السوفيتي سابقاً، في إشارة إلى احتمالية حدوث تحول جذري في السياسة الخارجية القطرية يعيد رسم خريطة التحالفات في المنطقة.

في جنيف.. تصريحات قطرية قوية بشأن الحرب في السودان

من المتوقع أن تكون القمة العربية المقبلة محطة مفصلية، حيث ينتظر أن تبحث الدول العربية تداعيات الهجوم الإسرائيلي على قطر وإمكانية إعادة رسم خطوط التحالفات الخليجية والعربية.

الدوحة تجد نفسها أمام مفترق طرق، بين تعزيز استقلاليتها في القرار السياسي والعسكري، أو مواجهة احتمالية العزلة الإقليمية في حال اتخاذ خطوات راديكالية غير محسوبة.

الصدمة من الهجوم الإسرائيلي انعكست في الشارع القطري بغضب عارم، بينما تسود حالة من الترقب الحذر على مستوى المنطقة، مع مراقبة دقيقة لخطوات قطر المقبلة.

Exit mobile version