مصر تدخل عصرًا جديدًا من إنتاج الغاز

أعلنت مصر عن اكتشاف حقل غاز ضخم يُعرف باسم “حقل ظهر”، والذي يعد من أكبر الاكتشافات في البحر المتوسط، باحتياطي يقدّر بنحو 30 تريليون قدم مكعبة. هذا الاكتشاف يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، ويفتح آفاقًا جديدة أمام اقتصادها.

تم اكتشاف حقل ظهر من قبل شركة إيني الإيطالية، ضمن امتياز “شروق” في المياه الاقتصادية العميقة بالبحر المتوسط، على بُعد 190 كيلومترًا شمال مدينة بورسعيد. ويقع الحقل على عمق يصل إلى 4100 متر تحت سطح البحر.

دخل الحقل مرحلة الإنتاج في ديسمبر 2017، بسرعة قياسية مقارنة بالمعايير العالمية، وبلغ إنتاجه ذروته عند 2.7 مليار قدم مكعبة يوميًا، أي ما يعادل 40% من إنتاج مصر المحلي من الغاز الطبيعي.

رغم البداية القوية، تراجع إنتاج حقل ظهر تدريجيًا ليصل في أبريل 2025 إلى نحو 1.33 مليار قدم مكعبة يوميًا فقط، ما أثار خيبة أمل لدى الشارع المصري الذي كان يعوّل على الحقل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز والتوسع في التصدير.

في يناير 2025، بدأت أعمال تطوير جديدة باستخدام سفينة الحفر “سايبم 10000″، لحفر ثلاث آبار إضافية: ظهر-13، ظهر-6، وظهر-9. وتُستخدم تقنية مبتكرة تعرف باسم (Coiled Tubing) لأول مرة عالميًا في المياه العميقة.

أهداف مصر المستقبلية في إنتاج الغاز

تأمل الحكومة المصرية أن تسهم عمليات التطوير في رفع إنتاج الحقل بنحو 200 مليون قدم مكعبة يوميًا، في إطار خطة أوسع تستهدف رفع الطاقة الإنتاجية للغاز إلى 6.6 مليار قدم مكعبة يوميًا بحلول 2027.

شهد الربع الثاني من عام 2025 تراجعًا في إنتاج الغاز بنسبة 3%، حيث انخفض الإنتاج اليومي إلى 4.16 مليار قدم مكعبة، مقارنة بـ 4.30 مليار قدم مكعبة في الربع الأول من العام ذاته.

أهمية الاكتشاف لمستقبل الطاقة

يمثل حقل ظهر ركيزة استراتيجية في سياسة مصر الطاقوية، ليس فقط لتحقيق الاكتفاء الذاتي، بل أيضًا لتعزيز مكانتها كمصدّر إقليمي عبر محطات الإسالة في إدكو ودمياط.

يُحسب لشركة إيني سرعة الإنجاز، إذ نجحت في بدء الإنتاج من الحقل خلال عامين فقط من اكتشافه، في وقت قياسي على مستوى العالم.

من المتوقع أن يسهم تطوير حقل ظهر في جذب استثمارات أجنبية إضافية، وزيادة إيرادات مصر من صادرات الغاز، ما يدعم خططها لتعزيز الاقتصاد الوطني.