منصة “رؤية السودان” بالدوحة: الثقافة طريق لإعادة البناء بعد الحرب

الدوحة – احتضنت جامعة جورجتاون في قطر لقاءً فكرياً وثقافياً بارزاً بعنوان “رؤية السودان” بين 18 و20 سبتمبر/أيلول الجاري، بمشاركة علماء ومبدعين سودانيين، بهدف تسليط الضوء على المأساة الإنسانية التي يعيشها السودان جراء الحرب، وتقديم رؤى عملية للتعافي وإعادة البناء مع الحفاظ على الإرث الثقافي والمعرفي الغني للبلاد.

الثقافة كوسيلة لمقاومة المحو

أوضحت الصحفية السودانية المقيمة بجامعة جورجتاون نسرين مالك أن التحدي الأكبر يتمثل في “إعادة تعريف ما هو السودان”، مشيرة إلى أن الحرب تسعى لمحو الذكريات الثقافية والآثار المادية والتاريخ، وأن الفن والسرد والموسيقى والأدب باتت الوسيلة الوحيدة للتشبث بالهوية السودانية.

إبداع ومقاومة لإعادة البناء

على مدار ثلاثة أيام، ناقش المشاركون كيفية توظيف الإبداع والمقاومة في بناء مستقبل السودان، من خلال دعم التعليم والإنتاج الثقافي، وتسهيل عودة النازحين، وتعزيز القدرات العلمية والصناعية، إضافة إلى إشراك السياسيين والمجتمع المدني والحركات الشعبية في عملية إعادة الإعمار.

معرض “إعادة سرد حكايات السودان”

شهدت الفعالية معرضاً فنياً افتتاحياً بعنوان “إعادة سرد حكايات السودان” في جاليري الحوش، حيث تم تدشين كتاب جديد يوثق العلاقة بين الهوية السودانية ودمار الحرب. وأشارت الباحثة لاريسا ديانا فورمان، من معهد أبحاث السلام، إلى محدودية مشاركة الفنانين بسبب ظروف الحرب، مؤكدة أن “الفن السوداني قادر على الانتقال للعالم، لكن الفنانين أنفسهم يظلون محاصرين”.

الفن السوداني بين الحرب والهوية

من جانبه، شدد يافل مبارك، مدير معرض دارا للفنون بالخرطوم، على أن “الحرب لا تحدد معالم الفن السوداني”، مؤكداً أن مهمة الفنانين هي البحث عن أنماط تعبير تنقل وعيهم للعالم، باعتبار أن الفن السوداني جزء أصيل من تاريخ البلاد وواقعه، وعنصر مهم في استقرار عالم لا يكاد يراهم.

منصة للتضامن الثقافي

يأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة مؤتمرات “حوارات” التي تنظمها جامعة جورجتاون في قطر، والتي تركز على أبرز القضايا المعاصرة. وقد شكل الحدث منصة مهمة للتضامن الثقافي السوداني، ورسالة أمل في أن الإبداع يمكن أن يكون سلاحاً في مواجهة الحرب ووسيلة لرسم ملامح مستقبل أكثر استقراراً.




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.