الي مدير شركة مطارات السودان المحدودة.. الطبيعة ضد الفراغ!

في البدء نثمّن الجهود التي ظللّتم في شركة مطارات السودان المحدودة تبذلوها منذ إندلاع الحرب في البلاد لاستمرار حركة النقل الجوي بمغالبة الظروف لتشغيل المطارات رغم الأوضاع المعروفة.

فقط.. مانود الإشارة إليه إن الإعلام بات سلاحا مؤثرا، ومهما تم إغلاق الأبواب أمامه فأنه يستطيع ان يتسلل ويصل الي ما يبحث عنه الجمهور، خاصة في ظل إنتشار صحافة المواطن الذي تحول الي إعلامي يستطيع بهاتفه الحصول علي المعلومة ونشرها علي أكبر نطاق.

ولأن الطبيعة ضد الفراغ، فحينما ترفض او تفشل الجهات الحكومية والخاصة في توفير المعلومة للرأي العام فإنه يستطيع الحصول عليها عبر صحافة المواطن التي لاتتقيد بلوائح وقوانين مثلما تفعل الصحافة المحترفة.

وإذا اتخذنا مطار الخرطوم مثالا فمنذ اندلاع الحرب فقد ظهرت الكثير من المقاطع المصورة والأخبار التي وجدت رواجا كبيرا من واقع إهتمام الناس بهذا المرفق الحيوي الذي تعني عودته عودة شريان مهم للإعمار، ورغم كثافة ماتمّ تداوله من مقاطع مصورة وصور، إلا أن الإعلام المنوط به رفد الجمهور ووسائل الإعلام بالأخبار والمعلومات يبدو غائبا تماماً، واعني هنا إدارة الإعلام بشركة مطارات السودان المحدودة .

التي يفترض بها في مثل هذه الظروف ان تقدّم المحتوى الذي يتعلق بالمطارات بكثافة، لأسباب عديدة، أهمها تقديم المعلومة الصحيحة في قوالب صحفية احترافية تحقق أهدافها بمهنية تتسق مع طبيعة وسائط التواصل الإجتماعي.

السبب الثاني ان إعلام الشركة هو أكثر احترافية ويعرف المواد الإعلامية التي يجب نشرها للرأي العام وتلك التي يتم ارجاء نشرها او صرف النظر عن ذلك، لأنها تدرك تقديرات النشر، متي وكيف ولماذا.

وأمر آخر يبدو مهما ويتمثل في أن نشر أي أخبار إيجابية عن مطار الخرطوم في مثل هذا التوقيت وفي ظل الإهتمام الكبير من الجمهور يسهم في تدعيم برنامج الحكومة للعودة الطوعية ويدخل التفاؤل والفرحة في نفوس تتمني عودة الأوضاع الي طبيعتها في العاصمة.

نعم.. هناك محاذير أمنية تتعلق بالنشر عن المطار، ولكن هذه لايمكن ان يكون سببا لحجب المعلومات بصورة نهائية عبر ادارة الاعلام بشركة مطارات السودان المحدودة، لأن هناك إدارات عسكرية وأمنية لها تقديراتها ويمكنها التنسيق مع إدارة الإعلام.

وهنا لابد من العودة الي ماقبل اندلاع الحرب لربط الماضي بالحاضر، رغم أن إدارة الاعلام والعلاقات العامة بالشركة تضم زملاء علي درجة عالية من الكفاءة المهنية، إلا ان يدهم كانت مغلولة،لايستطيعون فعل شئ رغم امكانياتهم العالية ووجود الكثير من المواد التي تصلُح للنشر، والسبب ليس فيهم بالتأكيد، فقد كنت قريبا منهم، بل في سياستكم في الإدارة العُليا للشركة.

فالشركة كما هو معلوم حكومية وليست خاصة، وهذا يعني ان الشفافية والحرص علي تمليك المعلومات جزء من خطها العام، خاصة وانها تتعلق بخدمة مباشرة مع الجمهور، ولكن لاتجد إدارة الاعلام ولا الإعلام المختص بالطيران الفرصة الكاملة للوصول الي المعلومات العامة لنشرها للجمهور من أجل الفائدة العامة.

شخصيا اتابع معظم منصات الطيران الرسمية في الوطن العربي، فعلي مدار اليوم يتم نشر أخبار حركة الطيران و المطارات والإدارات، وفي هذا بخلاف انه بذل المعلومات للعامة وهو حق، فإنه يوضح التطور ويجذب المزيد من الشركات والاستمارات، كما انه يلقي الضوء علي الجهد المبذول من العاملين في القطاع، وفي هذا جانب معنوي يدفع للمزيد من العطاء.

خُلاصة الأمر فإن سياسة الابتعاد عن الإعلام التي تنتهجها الشركة تبدو غير منطقية ولاتوجد لها دواع لتبريرها، فمن حقنا في الإعلام ان نصل الي المعلومة الصحيحة من الجهات الحكومية خاصة التي تعلق بالجمهور، وحدوث هذا يتوقف علي وجود إدارة إعلام فاعلة ومؤثرة تعي ادوارها جيدا وتمتلك صلاحيات واسعة وليست مُقيدة.

قد يكون للمدير العام لشركة مطارات السودان المحدودة رأي في الإعلام او أنه يحب العمل في صمت بعيدا عن الأضواء وهذا حق نحترمه، لكن لايمكن ان ينسحب هذا علي مؤسسة حكومية علي علاقة بالجمهور.

لذا ماننشده ان يمنح إدارة الإعلام بالشركة حرية العمل لتسهم في التبشير باخبار ومحتوي يسهم في تشجيع العودة الطوعية، وكذلك تساعد وسائل الإعلام في الحصول علي المعلومات من مصدرها، وليس عبر الاجتهادات وصحافة المواطن.

طيران بلدنا
رئيس التحرير

Exit mobile version