الباحثون يكشفون حقيقة عين افريقيا الغامضة

بعد نصف قرن من الجدل والنظريات المتباينة، كشف العلماء أخيراً حقيقة عين افريقيا، أو ما يُعرف بـ”هيكل الريشات”، التكوين الجيولوجي الفريد الذي يقع في قلب صحراء موريتانيا، ويُعد من أبرز الظواهر الطبيعية على سطح الأرض.

عين افريقيا ليست فوهة نيزك ولا انفجار بركاني

لأعوام طويلة، تعددت الفرضيات بين كونها فوهة نيزكية أو بركاناً خامداً، لكن الأبحاث الحديثة باستخدام التأريخ الإشعاعي والتحليل الجيوكيميائي أكدت أنها نشأت نتيجة صعود بطيء للحمم المنصهرة تحت سطح الأرض قبل أكثر من 100 مليون سنة، خلال تفكك قارة بانجيا.

تحتوي عين افريقيا على صخور تعود إلى 2.5 مليار سنة، ما يجعلها سجلاً حياً لتطور الأرض، وتكشف عن فترات كان المناخ خلالها أكثر رطوبة مع وجود أنهار وبحيرات وأنظمة بيئية مبكرة.

بصمات البشر الأوائل

عُثر على أدوات حجرية قديمة على الحلقات الخارجية للهيكل، مما يشير إلى أن البشر الأوائل استخدموا المنطقة لصناعة الأدوات والصيد المؤقت دون استقرار دائم، وهو ما يعكس قيمة تاريخية وإنسانية مضافة لهذا الموقع الفريد.

حريق ضخم بمصنع ملابس .. يخلف 8 قتلى و35 مصاباً

تُعد عين افريقيا نقطة مرجعية بارزة حتى من الفضاء، حيث استخدمها رواد الفضاء لتحديد مواقعهم المدارية بفضل شكلها الدائري المميز الذي يشبه عين الثور.

أكد الخبراء أن تكوينها لم يكن نتيجة انفجار، بل نتيجة ارتفاع بطيء للصخور ثم تعرضها للتعرية بواسطة الرياح والمياه، ما أدى إلى بقاء طبقات صلبة من الكوارتزيت والحجر الرملي شكّلت حلقات متناسقة مذهلة.

كشفت الدراسات أن الهيكل يضم صخوراً بركانية نادرة مثل الكربوناتيت والجابرو، ما يعكس تنوعاً جيولوجياً استثنائياً نشأ من أعماق الوشاح الأرضي.

هذا التكوين يمثل “لغزاً جيولوجياً متعدد المراحل”، يجمع بين الانبعاثات العميقة والتغيرات السطحية، ليقدم للعلماء فرصة فريدة لفهم تاريخ الأرض الممتد لمليارات السنين.

بعيداً عن قيمته العلمية، يجذب هيكل الريشات أنظار السياح والباحثين حول العالم، لما يحمله من جمال طبيعي وأهمية تاريخية وإنسانية نادرة.

يرى الجيولوجيون أن عين إفريقيا ليست مجرد تكوين طبيعي، بل كتاب مفتوح يحكي قصة كوكب الأرض عبر العصور، ويكشف كيف ساهمت العمليات البطيئة في تشكيل معالمه الفريدة.




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.