من بورتسودان إلى جوبا.. رسائل أمل تتجاوز رماد الحرب

سودافاكس – في صباح غير عادي من أكتوبر ببورتسودان، احتشدت قاعة الأمانة وهي تشهد فعالية استثنائية وجمعت بين وزيري خارجية السودان وجنوب السودان، في حضور إعلامي كثيف حمل ملامح لحظة فارقة أكثر من كونها حدثًا دبلوماسيًا عابرًا.

زيارة تتجاوز البروتوكول.. رسائل تضامن بين الخرطوم وجوبا

زيارة وزير الخارجية والتعاون الدولي بجنوب السودان، السفير ماندي سيمايا كنت كومبا، التي استمرت من الرابع حتى السادس من أكتوبر، لم تكن مجرد زيارة رسمية، بل جاءت كرسالة تضامن وإخاء، وتذكير بأن ما يجمع الخرطوم وجوبا من تاريخ ومصير مشترك، لا يمكن أن تمحوه السياسة ولا أن تمزقه الحرب.

لقاءات رسمية تؤكد وحدة المصير

اللقاءات التي أجراها الوزير الزائر مع كل من رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق مالك عقار، ورئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، ووزراء النفط والداخلية ومدير المخابرات العامة، أكدت أن البلدين يقفان اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من التعاون، إما أن تُبنى على الشراكة والتكامل أو تُترك لرياح الخلافات القديمة.

بيان مشترك بلغة الأمل والتجدد

في ختام الزيارة، صدر بيان مشترك حمل مضامين عملية واضحة: تفعيل اللجان المشتركة، إنشاء لجنة اقتصادية بين البلدين، فتح نوافذ مصرفية وتجارية، وتسهيل حركة البضائع عبر ميناء بورتسودان، إلى جانب مقترح لإنشاء منطقة حرة خاصة بجنوب السودان.

لكن خلف هذه البنود الفنية، ظهرت روح جديدة تسعى لإعادة بناء العلاقة بين البلدين من رماد الحرب، واستعادة جسور التواصل التي انهارت تحت وطأة الأزمات.

لغة دبلوماسية حذرة.. لكنها مفعمة بالأمل

في المنبر، كانت كلمات الجانبين تتسم بالحذر، لكنها حملت في طياتها الكثير من الأمل. تحدث الوزيران عن التاريخ المشترك، وعن العائلات التي ما زالت تجمع بين البلدين، وعن ضرورة التنسيق الأمني وتبادل المعلومات، بما يعزز الاستقرار ويعيد الثقة.

الخرطوم وجوبا.. شقيقان على ضفتي نهر واحد

ما بين السطور، بدا أن الخرطوم وجوبا تختبران إمكانية النهوض من جديد في لحظة دقيقة، يعاد فيها تشكيل موازين القوى بالمنطقة. فالعلاقة بين البلدين لم تنكسر تمامًا، لكنها احتاجت إلى من يعيد ترميمها بالكلمة والنية الصادقة.

وكأنهما شقيقان افترقا على ضفتي نهر، غير أن النهر ظل يجري بينهما لا يعترف بالحدود. فكلما اشتدت الأزمات، عاد البحث عن التلاقي من جديد، كما لو أن الجوار أقوى من الخلاف، وأن الفطرة أصدق من السياسة.

بورتسودان.. ميلاد جديد لعلاقة قديمة

اليوم، لم يكن البيان المشترك مجرد حبر على ورق، بل وعد حقيقي بإحياء علاقة أنهكتها الحرب، وبداية صفحة جديدة تُكتب بالمودة والمصلحة المشتركة، بين الخرطوم التي تنهض من رمادها، وجوبا التي تمد يدها بثبات.</p




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.